إستراتيجية للتغلب على مقاومة سرطان القولون للعلاجِ المناعي
جرس إنذار دموي "يحذر مبكرًا" من خرف الشيخوخة
ارتفاع مستويات "هرمون الجوعِ" يحسن صحة القلب
إستراتيجية للتغلب على مقاومة سرطان القولون للعلاجِ المناعي
جرس إنذار دموي "يحذر مبكرًا" من خرف الشيخوخة
ارتفاع مستويات "هرمون الجوعِ" يحسن صحة القلب
إستراتيجيةٌ للتغلبِ على مقاومةِ سرطانِ القولونِ للعلاجِ المناعي
أحدثتِ العلاجاتُ المناعيةُ ثورةً في علاجاتِ السرطان. تعتمدُ تلكَ العلاجاتُ على استخدامِ الجهازِ المناعيِّ للمساعدةِ على تدميرِ الخلايا السرطانية. وفي بعضِ الأحيانِ؛ يستخدمُ الأطباءُ أدويةً تُسمى بـ"مثبطاتِ نقاطِ التفتيشِ المناعية" لتنشيطِ الجهازِ المناعيِّ ضدَّ الخلايا السرطانية.
ونقاطُ التفتيشِ المناعيةُ هيَ جزءٌ طبيعيٌّ منْ جهازِ المناعة؛ تقومُ تلكَ النقاطُ بكبحِ الجهازِ المناعيِّ حتى لا يتسببَ في ضررٍ للخلايا السليمة. وحينَ ترتبطُ بروتيناتُ نقاطِ التفتيشِ بالخلايا السرطانية؛ لا تتعرفُ عليها فترسلُ إشارةَ توقفٍ للخلايا التائية؛ ما يمنعُها منْ مهاجمةِ السرطان.
وتعتمدُ تقنياتُ بعضِ أنواعِ العلاجِ المناعيِّ على تثبيطِ تلكَ النقاط؛ لتُطلقَ العنانَ للاستجابةِ المناعيةِ ضدَّ الخلايا السرطانية. إلا أنَّ تلكَ العلاجاتِ ليستْ فعالةً بالنسبةِ لعددٍ كبيرٍ منَ المرضى؛ يتضمنُ المصابينَ بسرطانِ القولونِ والمستقيم.
وقدمَ باحثونَ في ورقةٍ علميةٍ جديدةٍ نُشرتْ نتائجُها في دوريةِ PNAS رؤًى حولَ سببِ عدمِ استجابةِ بعضِ أنواعِ سرطانِ القولونِ والمستقيمِ لمثبطاتِ نقاطِ التفتيشِ المناعيةِ كما وضحُوا إستراتيجيةً للتغلبِ على مقاومتِها.
يُعدُّ سرطانُ القولونِ والمستقيمِ السببَ الثالثَ لوفياتِ السرطانِ حولَ العالمِ بعددٍ يقتربُ منْ مليونَي حالةِ وفاةٍ سنويًّا. وأحدُ الأسبابِ الرئيسيةِ للوفاةِ في مرضى سرطانِ القولونِ والمستقيمِ هوَ تطورُ نقائلِ الكبد، أي انتشارُ السرطانِ إلى الكبد. فمعظمُ سرطاناتِ القولونِ والمستقيمِ التي تنتشرُ في الكبدِ لا تستجيبُ لمثبطاتِ نقاطِ التفتيشِ المناعية.
عندما حقَنَ الباحثونَ في تلكَ الدراسةِ خلايا سرطانِ القولونِ والمستقيمِ تحتَ الجلدِ في الفئران؛ استجابتِ الخلايا جيدًا لمثبطاتِ نقطةِ التفتيشِ المناعية، على عكسِ ما يحدثُ عندَ المرضى.
لبحثِ سببِ استجابةِ الفئرانِ في الوقتِ الذي لا يستجيبُ فيه البشرُ؛ قررَ المحققونَ اتباعَ نهجٍ يُشارُ إليهِ باسمِ orthotopic (بمعنى "المكانِ الطبيعيِّ في الجسم") عنْ طريقِ حَقنِ الخلايا السرطانيةِ في المواقعِ التشريحيةِ ذاتِ الصلة - على سبيلِ المثالِ، القولون، إذْ تنمُو الخلايا الأوليةُ لسرطانِ القولونِ والمستقيمِ، والكبدِ، حيثُ تنتقلُ هذهِ الخلايا في النهاية.
ولتحديدِ مدى مقاومةِ نقائلِ الكبدِ لحصارِ مثبطاتِ نقاطِ التفتيشِ المناعيِّ، قامَ الباحثونَ بالتحقيقِ في تكوينِ الخلايا المناعيةِ الموجودةِ في نقائلِ الكبدِ في الفئرانِ ومقارنتِها بخلايا سرطانِ القولونِ والمستقيمِ المحقونةِ تحتَ الجلد. ليجدُوا أنَّ نقائلَ الكبدِ تفتقرُ إلى بعضِ الخلايا المناعيةِ -تسمى الخلايا المتغصنة- اللازمةِ لتنشيطِ الخلايا المناعيةِ الأخرى المعروفةِ باسمِ الخلايا الليمفاويةِ التائيةِ السامةِ للخلايا، والتي يُمكنُ أنْ تقتلَ الخلايا السرطانية.
وبفحصِ أكبادِ البشرِ المُصابينَ بالنقائلِ الناجمةِ عنْ سرطانِ القولونِ والمستقيم؛ وجدَ الباحثونَ أنَّها تفتقرُ أيضًا إلى الخلايا المتغصنةِ والخلايا اللمفاويةِ التائيةِ أيضًا.
وهذا يعني أنَّ السببَ وراءَ فشلِ العلاجِ المناعيِّ ربما يكونُ غيابَ ذلكَ النوعينِ منَ الخلايا.
عندما زادَ الفريقُ عددَ الخلايا المتغصنةِ داخلَ النقائلِ الكبديةِ (عنْ طريقِ إعطاءِ الفئرانِ عاملَ نموٍّ يسمَّى Flt3L)، أدى العلاجُ إلى زيادةِ الخلايا الليمفاويةِ التائيةِ السامةِ للخلايا داخلَ الأورامِ وتَسبَّبَ في أنْ تصبحَ الأورامُ حساسةً لمثبِّطاتِ نقطةِ التفتيشِ المناعية.
وتسلِّطُ النتائجُ الضوءَ على كيفَ يمكنُ للبيئةِ التي تنمو فيها الخلايا السرطانيةُ أنْ تؤثرَ على فاعليةِ العلاجِ المناعيِّ. كما تشيرُ إلى إمكانيةِ تطويرِ علاجاتٍ جديدةٍ يمكنُ أنْ تكونَ فعالةً في السيطرةِ على سرطانِ القولونِ والمستقيمِ المقاوِمِ عنْ طريقِ الجمعِ بينَ عاملِ النموِّ المعروفِ باسمِ Flt3L ومثبطاتِ نقاطِ التفتيشِ المناعيةِ وهوَ ما يُشكلُ خيارًا علاجيًّا يستحقُّ التقييمَ في التجاربِ السريرية.
جرسُ إنذارٍ دمويٌّ "يحذرُ مبكرًا" منْ خَرَفِ الشيخوخة
حددَ الباحثونَ في المركزِ الطبيِّ الجامعيِّ في غوتنغن جزيئاتٍ في الدمِ يُمكنُ أنْ تكونَ علامةً تنبئيةً للإصابةِ بالخرَف.
تعتمدُ تلكَ التقنيةُ على قياسِ مستوياتِ ما يُسمى microRNAs. وعلى الرغمِ منْ أنَّها ليستْ مناسبةً بعدُ للاستخدامِ العملي؛ إلا أنَّ الباحثينَ يهدفونَ إلى تطويرِ اختبارِ دمٍ بسيطٍ يمكنُ تطبيقُه في الرعايةِ الطبيةِ الروتينيةِ لتقييمِ مخاطرِ الخرف. كما يمكنُ أيضًا أنْ تكونَ microRNAs أهدافًا لعلاجِ الخرَف.
عندما تظهرُ أعراضُ الخرَفِ على الأشخاصِ، يكونُ الدماغُ قدْ تضررَ بشكلٍ كبيرٍ بالفعل. ففي الوقتِ الحاضر، يحدثُ التشخيصُ بعدَ فواتِ الأوانِ وتنعدمُ تقريبًا فرصةُ العلاجِ الفعال.
وإذا تمَّ اكتشافُ الخرَفِ مبكرًا، فإنَّ احتمالاتِ التأثيرِ الإيجابيِّ على مسارِ المرضِ تزداد.
ويحتاجُ الأطباءُ إلى اختباراتٍ تستجيبُ بشكلٍ مثاليٍّ قبلَ ظهورِ الخرَفِ وتقدِّرُ بشكلٍ موثوقٍ مخاطرَ المرض. ويقولُ الباحثونَ إنَّ نتائجَ الدراسةِ الحاليةِ تمهدُ الطريقَ لمثلِ هذهِ الاختبارات.
وmicroRNAs الموجودةُ في الدمِ هيَ جزيئاتٌ لها خصائصُ تنظيمية؛ فهيَ تؤثرُ على إنتاجِ البروتيناتِ وبالتالي فهيَ أحدُ الجزيئاتِ الرئيسيةِ في عمليةِ التمثيلِ الغذائيِّ لكلِّ كائنٍ حيٍّ والتي لها عظيمُ التأثيرِ على العملياتِ المعقدةِ في الكائنِ الحي.
أرادَ الباحثونَ في تلكَ الدراسةِ معرفةَ ما إذا كانتْ هناكَ جزيئاتٌ ميكرويةٌ دقيقةٌ يرتبطُ وجودُها في الدمِ باللياقةِ العقلية.
منْ خلالِ دراساتٍ مكثفةٍ على البشرِ والفئرانِ ومزارعِ الخلايا، حددَ الباحثونَ في النهايةِ ثلاثةَ أنواعٍ منْ تلكَ الجزيئاتِ ترتبطُ مستوياتُها بالأداءِ العقلي.
في الأفرادِ الأصحاء، ترتبطُ مستوياتُ تلكَ الجزيئاتِ باللياقةِ العقلية. كلما انخفضتْ مستوياتُها كانَ أداءُ الأشخاصِ أفضلَ في اختباراتِ الإدراك.
في الفئرانِ زادَ التدهورُ العقليُّ - بغضِّ النظرِ عما إذا كانَ ذلكَ بسببِ العمرِ أوْ بسببِ ظهورِ أعراضٍ مشابهةٍ لأعراضَ خرفِ ألزهايمر حينَ تتزايدُ مستوياتُ تلكَ الجزيئاتِ عنِ الحدِّ الطبيعي.
ويقولُ الباحثونَ إنَّ زيادةَ مستوى تلكَ الجزيئاتِ تؤثرُ على العملياتِ الالتهابيةِ في الدماغِ و"المرونةِ العصبيةِ" التي تتضمنُ قدرةَ الخلايا العصبيةِ على إقامةِ روابطَ تجمعُ بعضَها معَ بعض. وبالتالي؛ لا تشكلُ تلكَ الجزيئاتُ علاماتٍ تحذيريةً فحسب، بلْ يُمكنُ أنْ يكونَ أيضًا لها تأثيرٌ كبيرٌ على العملياتِ المرضية.
ووفقَ الدراسة؛ فإنَّ منعَ تلكَ الجزيئاتِ الدقيقةِ بواسطةِ الأدويةِ في الفئران؛ يُحسِّنُ منَ الأعراضِ المرضيةِ المرتبطةِ بالتلفِ الدماغيِّ الناجمِ عنْ خرَفِ الشيخوخة.
لقدْ لاحظْنا ذلكَ في الفئرانِ التي تُعاني منْ عجزٍ عقليٍّ مرتبطٍ بالعمر، وكذلكَ في الفئرانِ المصابةِ بتلفٍ دماغيٍّ مشابهٍ لما يحدثُ في مرضِ ألزهايمر".
ويهدفُ الباحثونَ في المستقبلِ إلى تصميمِ اختبارٍ منخفضِ التكلفةِ يساعدُ في أثناءِ الفحوصِ الروتينيةِ في ممارساتِ الأطباءِ للكشفِ عنِ ارتفاعِ مخاطرِ الإصابةِ بالخرَفِ في وقتٍ مبكر.
ارتفاعُ مستوياتِ "هرمونِ الجوع" يُحسِّنُ صحةَ القلب
ترتدُّ مستوياتُ هرمونِ الجريلين "هرمونِ الجوع" بعدَ فقدانِ الوزنِ ويمكنُ أنْ تساعدَ في تقليلِ دهونِ البطنِ وتحسينِ حساسيةِ الجسمِ للأنسولين.
و"الجريلين" هرمونٌ مشتقٌّ منَ المعدةِ ينشطُ الشهية. وترتفعُ مستوياتُه في أثناءِ الصيامِ بينَ عشيةٍ وضحاها عندما يكونُ الشخصُ نائمًا. تنخفضُ المستوياتُ بعدَ أنْ يأكلَ الفردُ وجبة.
ووجدتْ دراسةٌ سريريةٌ أنَّ اتباعَ نظامٍ غذائيٍّ يؤدِّي إلى ارتفاعِ مستوياتِ هرمونِ الجريلين في أثناءِ الصيامِ وهوَ الأمرُ الذي يرتبطُ بفقدانِ الدهونِ الحشويةِ في البطنِ وتحسينِ حساسيةِ الأنسولين.
يشيرُ هذا إلى أنَّ الأفرادَ الذينَ لديهِم مستوياتٌ أعلى منْ هرمونِ الجريلين الصائمِ بعدَ فقدانِ الوزنِ يواجهونَ خطرًا أقلَّ للإصابةِ بمرضِ السكريِّ أوْ أمراضِ التمثيلِ الغذائيِّ الأخرى.
وتقولُ الدراسةُ إنَّ الأفرادَ الذين اتبعوا حميةَ البحرِ المتوسطِ التي اشتملتْ على نباتاتٍ ورقيةٍ وشايٍ أخضرَ معَ إهمالِ اللحومِ الحمراءِ كانتْ لديهِم زيادةٌ مضاعفةٌ في مستوياتِ الجريلين مقارنةً بالمشاركينَ الذينَ اتبعُوا نظامًا غذائيًّا متوسطيًّا أكثرَ تقليديةً أوْ نظامًا غذائيًّا صحيًّا متوازنًا.
كما تشيرُ النتائجُ إلى أنَّ مستوياتِ هرمونِ الجريلين في حالةِ الصيامِ قدْ تكونُ بمنزلةِ مؤشرٍ قيِّمٍ لصحةِ القلبِ والأوعيةِ الدمويةِ بعدَ فقدانِ الوزن.
فحصتْ هذهِ الدراسةُ التجريبيةُ السريريةُ مستوياتِ هرمونِ الجريلين خلالَ صيامِ مئتينِ وأربعةٍ وتسعينَ مشاركًا على مدارِ ثمانيةَ عشَرَ شهرًا.
في أثناءِ التجربةِ السريرية، تمَّ اختيارُ المشاركينَ الذينَ يعانونَ منْ سمنةٍ في البطنِ أوِ اضطرابِ شحمياتِ الدم - وهيَ حالةٌ معَ ارتفاعٍ غيرِ طبيعيٍّ في نسبةِ الكوليسترولِ أوِ الدهونِ في الدم.
اتبعَ المشاركونَ ثلاثةَ أنظمةٍ غذائية: اتباعُ إرشاداتٍ غذائيةٍ صحية، أوْ حميةِ البحرِ المتوسطِ أوْ نسخةٍ خضراءَ منْ حميةِ البحرِ المتوسطِ التي فيها يتلقى المشاركونَ بروتينًا نباتيًّا ولا يأكلونَ أيّ نوعٍ منَ اللحومِ الحمراء. مارسَ جميعُ المشاركينَ التمارينَ الرياضيةَ تحتَ إشرافِ الباحثين.
تشيرُ نتائجُ الدراسةِ إلى أنَّ الصيامَ المحفزَ لزيادةِ هرمونِ الجريلينِ أساسيٌّ في عمليةِ استعادةِ الحساسيةِ المرتبطةِ بالأنسولين وانحدارِ الدهونِ الحشوية، أوْ تقليلِ دهونِ البطن. وهوَ ما يساعدُ أيضًا في تحسينِ صحةِ القلب.