
هوكي الجليد رياضة لها شعبية كبيرة في كندا والولايات المتحدة وروسيا والسويد وغيرها من الدول. يتم ممارسة هذه الرياضة على مساحة محددة من الجليد ويتبارى فيها فريقان يضع اللاعبون زلاجات في أقدامهم ويحملون عصا لتمرير القرص. ويحاول لاعبو كل فريق احراز الأهداف في مرمى الفريق الخصم.
ساحات ممارسة هوكي الجليد تحتاج للصيانة بين الجولات حيث يتوجب إعادة تمليس الجليد ووضع طبقة جليد جديدة وكان ذلك يستغرق 90 دقيقة ويحتاج لفريق من خمسة أشخاص حتى قام "زامبوني" بابتكار كاسحة الجليد التي أختصرت وقت التمليس ووضع طبقة الجليد الجديدة ل 15 دقيقة فأصبحت هي ومبتكرها محط إعجاب مشجعي ولاعبي هوكي الجليد حتى أن أحد مشجعي تلك الرياضة قام عام 2000 بقيادة أحدى كاسحات الجليد هذه لمسافة 6400 كيلومتر تقريبا تكريما لمبتكرها.
ولد فرانك زامبوني في شهر يناير عام 1901 بمدينة يوريكا بولاية يوتا الأمريكية وهو الطفل الثالث من بين أربعة أطفال ل فرانشيسكو جوسيبي الذي هاجر من ايطاليا إلى الولايات المتحدة عام 1885 وكان عمره وقتها 22 سنة وكانت أمه مهاجرة إيطالية كذلك وصلت الولايات 1887 وهي في السابعة عشر وتزوجت من والده.
وحين كان عمر فرانك سنة واحدة أنتقلت العائلة إلى ولاية ايداهو حيث أمتلكوا مزرعة ما ساعده على تطوير مواهبة في مجال الآلات الميكانيكية. في سن الخامسة عشر ترك فرانك الدراسة وكان يساعد والده في المزرعة ويعمل كميكانيكي في أحد الورش القريبة.
في عام 1920، باعت العائلة المزرعة وأنتقلت إلى ولاية كاليفورنيا حيث قام أخو فرانك الأكبر بافتتاح ورشة لميكانيكا السيارات عمل بها فرانك لمدة عام قبل أن ترسله عائلته لدراسة الأعمال الكهربائية بشيكاجو والتي عاد منها بعد عامين ليفتتح مع أخيه شركة للأعمال الكهربائية باسم زامبوني براذرز.
في عام 1928 حصل فرانك على براءة أختراع المقاوم الكهربائي القابل للتعديل وخلال ثلاث سنوات كان قد حصل على براءتين أخرتين في مجال الكهرباء أيضا. بعد ذلك أفتتح مع أخيه مصنعا لصناعة ألواح الثلج والذي كان يستخدم من قبل مصانع تعبئة الخضروات والفاكهة التي يتم شحنها في القطارات.
بعد اختراع تكييف الهواء توقع الأخوة زامبوني احتضار صناعة ألواح الثلج فقاما ببيع المصنع وأحتفظا بأجهزة التبريد. وبدأ الأخوة في التفكير في كيفية أستثمار خبراتهم مع الثلج.
في ذلك الوقت كانت شعبية رياضة التزلج على الجليد تتزايد بينما لم يكن هناك عدد كافي من ساحات التزلج في جنوب كاليفورنيا، لذا في عام 1939 أقاما ساحة للتزلج في بارامونت ولاحظ فرانك أن تمليس الجليد يستغرق الكثير من الوقت والجهد فبدأ يفكر في طريقة لحل تلك المشكلة.
في مارس 1942، اشترى جرارًا من طراز Fordوبدأ تجاربة وحين لم تعمل أجهزته الأولى بشكل جيد، وضع تصميماته جانبًا لمدة خمسة سنوات حتى أواخر يوليو 1947. بعد عدة نماذج غير ناجحة، طور أخيرًا كاسحة جليد قامت بالمهمة بنجاح في أواخر صيف عام 1948. في غضون عام ، كانت الكاسحة شديدة الاتقان بحيث يمكن لرجل واحد أن يقوم بالعملية بأكملها في عشر دقائق فقط!
كانت الكاسحة تعتمد على شفرة حادة لتمليس سطح الجليد وتجميع الكميات المملسة قبل تفريغ الآلة من المياه القذرة ونشر المياه الساخنة النظيفة من أجل الحصول على سطح مستوٍ ثم تجميده.
ظل فرانك يبتكر آلات وينال براءات أختراع حتى بعد أن تخطى الثمانين وحين بلغ السابعة والثمانين تمت دعوته لنيل دكتوراه فخرية في الهندسة من جامعة كلاركسون بنيويورك لكن بسبب معاناته مع سرطان الرئة، حالته الصحية لم تكن تسمح بالسفر فأرسل ابنه ريتشارد ليتسلم الشهادة نيابة عنه. وبعد يوم واحد من استلام الشهادة توفيت زوجته الحبيبة ففقد رغبته في الحياة ولحق بها خلال شهرين تاركا العديد من براءات الاختراع واسما لامعا لازال مدونا على أفضل كاسحات جليد في العالم، زامبوني!