عقار جديد "يخنق" مرضَ التصلبِ المتعدد
عوامل الشعور بالوحدة تختلف باختلاف العمر
جهاز يشبه سماعة الأذنِ يساعد على تعلم اللغات
عقار جديد "يخنق" مرضَ التصلبِ المتعدد
عوامل الشعور بالوحدة تختلف باختلاف العمر
جهاز يشبه سماعة الأذنِ يساعد على تعلم اللغات
عقارٌ جديدٌ "يخنقُ" مرضَ التصلبِ المتعدد
وجدتْ تجربةٌ إكلينيكيةٌ في المرحلةِ الثالثةِ أنَّ عقارًا مناعيًّا نجحَ في محاصرةِ نشاطِ الالتهابِ العصبيِّ الشائعِ في الغالبيةِ العُظمى منَ المرضى الذينَ يُعانونَ منَ التصلُّبِ المتعددِ الانتكاسيِّ؛ وهوَ الشكلُ الأكثرُ شيوعًا لمرضِ التصلُّبِ المتعدد.
ومرضُ التصلبِ العصبيِّ هوَ مرضٌ مناعيٌّ ذاتيٌّ يهاجَمُ فيهِ جهازُ المناعةِ في الجسمِ ويدمرُ بعضَ مناطقِ الدماغِ ويتسببُ في خللٍ في إشاراتِ المخِّ ويؤدِّي في نهايةِ المطافِ إلى الموتِ المُحقَّق.
وفي الدراسةِ الجديدةِ؛ المنشورةِ في دوريةِ "نيوإنجلاند الطبية". تلقَّى أكثرُ منْ تسعِمئةِ شخصٍ عقارًا يُسمى Ofatumumab لمدةٍ تبلغُ واحد فاصلة ستة من العامِ في المتوسط.
ووجدَ الباحثونَ أنَّ ذلكَ الدواءَ -القابلَ للحَقنِ- تسبَّبَ في انخفاضٍ كبيرٍ للغايةِ في مستوياتِ الالتهابِ في الدماغ. كما أحدثَ تقدمًا في حالةِ بعضِ المرضى. وأدى إلى عددٍ أقلَّ منَ الانتكاساتِ السريريةِ. كما لمْ يُظهرْ تسعونَ بالمئةِ منَ المرضى أيَّ علاماتٍ على التقدُّمِ في المرض.
وأُجريتِ التجاربُ في ثَلاثِمئةٍ وخمسةٍ وثمانينَ موقعًا في سبعةٍ وثلاثينَ بلدًا مختلفًا. وجرتْ مقارنتُها بدواءٍ في صورةِ أقراصٍ يتمُّ تناولُها بشكلٍ يومي.
ووجدتِ الدراسةُ أنَّ العقارَ الجديدَ أدى إلى نصفِ معدلِ الانتكاسِ؛ كما عالَجَ الحالاتِ المتفاقمةَ ومنعَ حدوثَ التهاباتٍ جديدة.
أصبحتْ أُولى العلاجاتِ الفعالةِ للتصلبِ المتعددِ متاحةً منذُ عقدينِ منَ الزمن، لكنَّ الدراسةَ الجديدةَ هيَ الأخيرةُ لتوضيحِ الفاعليةِ الأكبرِ بكثيرٍ لنوعٍ جديدٍ منَ العلاجِ الذي يستهدفُ على وجهِ التحديدِ الخلايا البائيةَ في الجهازِ المناعيِّ لخنقِ التصلُّبِ المتعدد.
عوامل الشعورِ بالوحدةِ تختلفُ باختلافِ العمر
قالتْ دراسةٌ علميةٌ نُشرتْ نتائجُها في دوريةِ BMC Public Health إنَّ الشعورَ بالوحدةِ عندَ البالغينَ يختلفُ باختلافِ العمر.
يعني ذلكَ الأمرُ أنَّهُ لا يُمكنُ أنْ يكونَ هناكَ نهجٌ واحدٌ يناسبُ الجميعَ للحدِّ منَ الشعورِ بالوحدةِ. إذْ إنَّ العواملَ المرتبطةَ بها؛ مثلَ التواصلِ معَ الأصدقاءِ والعائلةِ أوِ العملِ في بيئاتٍ أفضلَ أوْ حتى ممارسةِ الرياضةِ قدْ يختلفُ تأثيرُها وَفقًا للعمر.
أُجريتْ مُعظمُ الدراساتِ التي تركزُ على الوحدةِ حتى الآنَ بينَ فئاتٍ عمريةٍ محددة، مثلِ كبارِ السنِّ أوِ المراهقينَ، أوِ الأفرادِ الذينَ يُعانونَ منْ حالاتٍ صحيةٍ محددة. ولمْ تدرُسْ أيٌّ منْ هذهِ الدراساتِ العواملَ المرتبطةَ بالوحدةِ بينَ البالغينَ وكيفَ تتغيرُ هذهِ معَ تقدُّمِ العُمُر.
استخدمَ فريقٌ منَ الباحثينَ في جامعةِ ماستريخت وفي خدمةِ الصحةِ العامةِ في جنوبِ ليمبورغ في هولندا البياناتِ التي تمَّ جمعُها في هولندا منْ سبتمبر إلى ديسمبر عامَ ألفينَ وستةَ عشَرَ لفحصِ الارتباطاتِ بينَ العواملِ الديموغرافيةِ والاجتماعيةِ والصحيةِ والوحدةِ في أكثرَ منْ ستةِ آلافِ شخص بين (عمرِ التاسعةَ عشْرةَ- والرابعةِ والثلاثينَ) وثمانيةِ آلافِ شخصٍ في منتصفِ العمرِ المبكرِ (بينَ الخامسةِ والثلاثينَ والتاسعةِ والأربعين) و نحوَ أحدَ عشرَ ألفِ شخصٍ بالغٍ في منتصفِ العمرِ (بين الخمسينَ والخامسةِ والستين).
بشكلٍ عامٍّ، أفادَ أربعةٌ وأربعونَ بالمئةِ منَ الأفرادِ أنهم يعانونَ من الوحدةِ. وبينَ الشبابِ؛ أفادَ تسعةٌ وثلاثونَ فاصلة سبعة بالمئة منَ الأفرادِ بالشعورِ بالوحدةِ، مقارنةً بثلاثةٍ وأربعينَ فاصلة ثلاثة بالمئةِ منَ البالغينَ في منتصفِ العمرِ المبكرِ وثمانيةٍ وأربعينَ فاصلة اثنينِ بالمئةِ منَ البالغينَ في منتصفِ العمر.
تمَّ العثورُ على بعضِ العواملِ المرتبطةِ بالوحدةِ عبرَ جميعِ الفئاتِ العمرية. وشملَ ذلكَ العيشَ وحيدًا، وتكرارَ الاتصالِ بالجارِ، والضيقَ النفسي. كما تمَّ العثورُ على أقوى ارتباطٍ بالوحدةِ لدى أولئكَ الذين شعروا بأنهم مستبعدونَ منَ المجتمع.
كما تمَّ العثورُ على بعضِ العواملِ المرتبطةِ بالوحدةِ في مجموعاتٍ عمريةٍ محددةٍ فقط. أظهرَ الشبابُ أقوى ارتباطٍ بينَ تردُّدِ الاتصالِ معَ الأصدقاءِ والوحدة. كما ارتبطَ المستوى التعليميُّ بالوحدةِ بينَ الشبابِ فقط، في حيِن تمَّ العثورُ على ارتباطٍ بينَ الوضعِ الوظيفيِّ والوحدةِ فقطْ بينَ البالغينَ في منتصفِ العمرِ المبكرِ. كما ارتبطَ تواترُ الاتصالِ العائليِّ بالوحدةِ فقطْ بينَ البالغينَ في سنٍّ مبكرةٍ ومتأخرينَ. بالنسبةِ للبالغينَ في منتصفِ العمرِ فقطْ، ارتبطَ الوضعُ الصحيُّ بالوحدةِ.
ويقترحُ المؤلفونَ أنَّ الناسَ قدْ يشعرونَ بالوحدةِ نتيجةَ أسبابٍ مختلفةٍ في الفئةِ العمريةِ، مثلَ إكمالِ المدرسةِ، أوِ العملِ، أوْ وجودِ شريكٍ، أوْ إنجابِ أطفال.
وتقولُ تلكَ الدراسةُ إنَّ العواملَ المختلفةَ هيَ معيارٌ للفئاتِ العمريةِ المختلفةِ، وبالتالي يُمكنُ أنْ يفسِّرَ هذا بعضَ الاختلافِ في العواملِ المرتبطةِ بالوحدةِ بينَ الفئاتِ العمرية.
ويُعدُّ تحديدُ العواملِ المرتبطةِ بالوحدةِ أمرًا ضروريًّا لتطويرِ واستهدافِ التدخلاتِ المناسبة. لسوءِ الحظِّ، يبدو أنَّ معظمَ التدخلاتِ الحاليةِ محدودةٌ في تأثيرِها. قدْ يكونُ السببُ المحتملُ لذلكَ هوَ أنَّ معظمَ التدخلاتِ للبالغينَ مُوحَّدة. أظهرتْ نتائجُ هذهِ الدراسةِ أنَّهُ ينبغي تطويرُ التدخلاتِ لفئاتٍ عمريةٍ محددة.
يحذِّرُ المؤلفونَ منْ أنَّ بعضَ العواملِ التي قدْ تؤثرُ على إدراكِ الناسِ للوحدةِ، مثلَ جودةِ العلاقةِ، لمْ يجرِ تضمينُها في الدراسةِ الحالية. إذْ إنها لمْ تكنْ جزءًا منَ البياناتِ الأصلية.
جهاز يساعد على تَعلُّمِ اللغات
كشفَ بحثٌ جديدٌ أجراهُ علماءُ الأعصابِ في جامعةِ بيتسبرغ وجامعةِ كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أنَّ جهازًا بسيطًا يُشبهُ سماعةَ الأذنِ يمكنُ أنْ يُحفزُ بشكلٍ كبيرٍ منْ أداءِ أحدِ الأعصابِ السمعيةِ في الدماغِ، وهوَ الأمرُ الذي سيُضاعفُ قدرةَ مرتديهِ على تعلُّمِ اللُّغاتِ الجديدة.
وتشيرُ الدراسةُ إلى أنَّ ذلكَ الجهازَ يُمكنُ أنْ يُستخدمَ في تطبيقاتٍ واسعةِ النطاقِ لتعزيزِ أنواعٍ أخرى منَ التعلُّم.
تُعتبرُ لغةُ الماندرين الصينيةُ واحدةً منْ أصعبِ اللغاتِ التي يتعلمُها الناطقونَ بالإنجليزية ، ويرجعُ ذلكَ جزئيًّا إلى أنَّ اللغةَ - مثلَ العديدِ منَ اللغاتِ الأخرى حولَ العالم - تستخدمُ تغييراتٍ مميزةً في الصوتيات، تُسمى "نغمات" لتغييرِ معنى الكلماتِ عبرَ اختلافِ الصوتِ نفسِه؛ وليسَ الكلمة.
فالعديدُ منَ الكلماتِ المتشابهةِ في تلكَ اللغةِ تُنطقُ بطرقٍ مختلفةٍ لتُعطيَ معانيَ متغيرة.
قامَ الباحثونَ بتحسينِ قدرةِ المتحدثينَ باللغةِ الإنجليزيةِ بشكلٍ كبيرٍ على التمييزِ بينَ نغماتِ الماندرين باستخدامِ التحفيزِ للعصبِ المُبهَم – الذي يُعدُّ الأطولَ ضمنَ اثني عشَرَ منَ الأعصابِ القحفيةِ التي تربطُ الدماغَ ببقيةِ الجسم.
سمحَ ذلكَ التحفيزُ للمشاركينَ بالتقاطِ بعضِ نغماتِ الماندرين أسرعَ مرتين. ما سمحَ لهمْ بتعلُّمِ صوتياتِ تلكَ اللغةِ بسرعةٍ أكبرَ بمقدارِ الضِّعفِ منَ المشاركينَ الذينَ لمْ يرتدُوا ذلكَ الجهاز.
قالَ المؤلفُ الرئيسيُّ فرناندو لانوس -وهوَ باحثُ ما بعدَ الدكتوراةِ في مختبرِ الدماغِ في جامعةِ بيتسبرج-: إنَّ إظهارَ إمكانيةِ أنَّ تحفيزِ الأعصابِ الطرفيةِ قدْ يجعلُ تعلُّمَ اللغةِ أسهلَ أمرٌ يُمكنُ أنْ يفتحَ البابَ لتحسينِ الأداءِ المعرفيِّ في مجموعةٍ واسعةٍ منَ المجالات.
استخدمَ الباحثونَ تقنيةً غيرَ جراحيةٍ تسمى تحفيزَ العصبِ المبهمِ عبرَ الجلدِ؛ حيثُ يتمُّ وضعُ الجهازِ الصغيرِ في الأذنِ الخارجيةِ وتنشيطُ العصبِ باستخدامِ نبضاتٍ كهربائيةٍ غيرِ محسوسة.
منْ أجلِ دراستِهم، قامَ الباحثونَ باختيارِ ستةٍ وثلاثينَ منَ البالغينَ الناطقينَ بالإنجليزيةِ ودربوهم على تحديدِ النغماتِ الأربعِ للصينيةِ الماندرين في أمثلةِ الكلامِ الطبيعي. أظهرَ المشاركونَ الذينَ ارتدَوا الجهازَ تحسيناتٍ ملحوظةً في تعلُّمِ طريقةِ تمييزِ النغمات.
تمَّ استخدامُ تحفيزِ العصبِ المبهمِ لعلاجِ الصرعِ منذُ عقودٍ، وقدْ تمَّ ربطُهُ مؤخرًا بفوائدَ لمجموعةٍ واسعةٍ منَ الأمراضِ التي تتراوحُ ما بينَ الاكتئابِ إلى الأمراضِ الالتهابية، على الرغمِ منْ كونِ الفوائدِ لا تزالُ غيرَ واضحة. لكنَّ معظمَ هذهِ النتائجِ اعتمدَ على استخدامِ أشكالٍ منَ التحفيزِ الغازيةِ تنطوي على مولِّدِ نبضٍ مزروعٍ في الصدرِ. على النقيضِ منْ ذلكَ، يمكنُ أنْ يُستخدمَ ذلكَ الجهازُ للتعلُّمِ باستخدامِ التحفيزِ العصبيِّ المبهمِ البسيطِ وغيرِ الجراحيِّ إلى جانبِ تطبيقاتٍ إكلينيكيةٍ وتجاريةٍ أرخصَ وأكثرَ أمانًا تتعلقُ بعلاجِ الأمراضِ نفسِها، ما يجعلُ تكنولوجيا ذلكَ الجهازِ قابلةً للتطبيقِ على نطاقٍ واسع.