النظام الغذائي المضادّ للالتهابات قد يحمي من خرف الشيخوخة
اكتشاف صلة بين الدهون الغذائية وانتشار السرطان
اختبار دم بسيط يكشف احتماليةَ مقاومة سرطان البروستاتا للعلاجِ الكيماوي
النظام الغذائي المضادّ للالتهابات قد يحمي من خرف الشيخوخة
اكتشاف صلة بين الدهون الغذائية وانتشار السرطان
اختبار دم بسيط يكشف احتماليةَ مقاومة سرطان البروستاتا للعلاجِ الكيماوي
النظامُ الغذائيُّ المضادُّ للالتهاباتِ قدْ يحمي منْ خرَفِ الشيخوخة
معَ التقدمِ في السنِّ يزدادُ الالتهابُ داخلَ جهازِ المناعةِ فيحدثُ تلفٌ في الخلايا.
أظهرتْ دراسةٌ جديدةٌ أنَّ الأشخاصَ الذينَ تناولُوا نظامًا غذائيًّا مضادًّا للالتهاباتِ يتضمنُ المزيدَ منَ الفواكهِ والخضراواتِ والفاصوليا والشاي أوِ القهوة، كانوا أقلَّ تعرُّضًا للإصابةِ بالخرَفِ في وقتٍ لاحقٍ منْ حياتِهم؛ حسبما نُشرَ في دوريةِ "نيورولوجي".
ويقولُ الباحثونَ إنَّ الغذاءَ نمطُ حياةٍ قابلٌ للتعديل، وقدْ يؤدي دورًا في مكافحةِ الالتهاب، وهوَ أحدُ المساراتِ البيولوجيةِ التي قدْ تُسهِمُ في الإصابةِ بالخرَفِ والضعفِ الإدراكيِّ في وقتٍ لاحقٍ منَ الحياة.
فحصتِ الدراسةُ ألفًا وتسعةً وخمسينَ شخصًا في اليونانِ بمتوسطِ عمرٍ ثلاثةٍ وسبعينَ عامًا لمْ يكونُوا مصابينَ بالخرَف.
أجابَ كلُّ شخصٍ عنِ استبانةِ تكرارِ الطعامِ الذي يُستخدمُ على نحوٍ شائعٍ لتحديدِ القدرةِ الالتهابيةِ المحتملَةِ للنظامِ الغذائيِّ للشخص. يمكنُ أنْ تتراوحَ درجةُ الالتهاباتِ الغذائيةِ المحتملةِ منْ سالب ثمانية فاصلة سبعة وثمانين إلى سبعة فاصلة ثمانية وتسعين، معَ وجودِ درجاتٍ أعلى تشيرُ إلى اتباعِ نظامٍ غذائيٍّ محفزٍ للالتهاباتِ يتضمنُ حصصًا أقلَّ منَ الفواكهِ والخضراواتِ والفاصوليا والشايِ أوِ القهوة.
طلبتْ الاستبانةُ معلوماتٍ عنِ السلوكياتِ الغذائيةِ الرئيسيةِ خلالَ الشهرِ السابق، تتضمنُ ما يتعلقُ بمنتجاتِ الألبانِ والحبوبِ والفواكهِ والخضراواتِ واللحومِ والأسماكِ والبقولياتِ والدهونِ المضافةِ والمشروباتِ الكحوليةِ والمنشطاتِ والحلويات.
قسّمَ الباحثونَ المشاركينَ إلى ثلاثِ مجموعاتٍ متساوية: أولئكَ الذينَ لديهِم أقلُّ درجاتِ التهاباتٍ غذائية، ودرجاتٌ متوسطة، وأعلى درجات.
أولئكَ في المجموعةِ التي حصلتْ على أقلِّ الدرجاتِ منْ سالب واحد فاصلة ستة وسبعين وأقل يتناولونَ نظامًا غذائيًّا أكثرَ مقاومةً للالتهابات، بمقدارٍ يبلغُ متوسطُه عشرينَ حصةً في الأسبوعِ منَ الفاكهة، وتسعَ عشْرةَ حصةً منَ الخضار، وأربعةً منَ الفاصوليا أوِ البقولياتِ الأخرى وإحدى عشْرةَ حصةً منَ القهوةِ أو الشاي.
أولئكَ في المجموعةِ التي حصلتْ على أعلى الدرجاتِ تناولُوا في المتوسطِ تسعَ حصصٍ منَ الفاكهة، وعَشْرًا منَ الخضار، واثنتينِ منَ البقوليات، وتسعًا منَ القهوةِ أوِ الشاي في المتوسطِ كلَّ الأسبوع.
تابعَ الباحثونَ معَ كلِّ شخصٍ لمدةِ ثلاثِ سنواتٍ في المتوسط. على مدارِ الدراسة، أصيبَ اثنانِ وستونَ شخصًا، أوْ ستة بالمئة، بالخرَف. ووجدَ الباحثونَ أنَّ كلَّ زيادةٍ بمقدارِ نقطةٍ واحدةٍ في درجةِ الالتهابِ الغذائيِّ كانتْ مرتبطةً بزيادةٍ بنسبةِ واحدٍ وعشرينَ بالمئةِ في خطرِ الإصابةِ بالخرَف. مقارنةً بالثلثِ الأدنى منَ المشاركينَ الذينَ تناولُوا نظامًا غذائيًّا أقلَّ التهابًا، كانَ أولئكَ الذينَ في الثلثِ الأعلى أكثرَ تعرضًا للإصابةِ بالخرفِ بثلاثِ مرات.
ويقولُ الباحثونَ إنَّ النتائجَ يُمكنُ استخدامُها لعملِ توصياتٍ غذائيةٍ أكثرَ دقةً وتفصيلًا وإستراتيجياتٍ أخرى للحفاظِ على الصحةِ الإدراكية.
وبحكمِ أنَّ الدراسةَ قائمةٌ على الملاحظةِ وليستْ تجربةً إكلينيكية؛ لمْ يتمكنِ الباحثونَ منْ إثباتِ أنَّ تناوُلَ نظامٍ غذائيٍّ مضادٍّ للالتهاباتِ يمنعُ شيخوخةَ الدماغِ والخرَف، لكنَّ الدراسةَ أثبتتْ فقطْ وجودَ ارتباطٍ بينَ النظمِ الغذائيةِ وخرَفِ الشيخوخة.
اكتشافُ صلةٍ بينَ الدهونِ الغذائيةِ وانتشارِ السرطان
كشفتْ دراسةٌ نُشرتْ في مجلةِ "نيتشر" عنِ الكيفيةِ التي يُغيرُ بها حمضُ البالمتيك جينومَ السرطان، مما يَزيدُ منِ احتماليةِ انتشارِه.
وحمضُ البالمتيك؛ المعروفُ أيضًا بحمضِ النخيل، هوَ أكثرُ الأحماضِ المشبعةِ شيوعًا، ويوجدُ في الحيواناتِ والنباتات.
وبدأَ الباحثونَ في تطويرِ علاجاتٍ تقاطعُ هذهِ العملية، وقدْ تبدأُ التجربةُ السريريةُ في العامينِ المقبلَين.
يُعدُّ انتشارُ الأورامِ السرطانيةِ -المعروفُ باسمِ النقائل- السببَ الرئيسيَّ للوفاةِ بينَ مرضى السرطان، إذْ يتعسرُ علاجُ الغالبيةِ العظمى منَ المصابينَ بالسرطانِ النقيلي.
والأحماضُ الدهنيةُ هيَ اللبِناتُ الأساسيةُ للدهونِ في أجسامِنا وفي طعامِنا. يتمُّ تعزيزُ الورمِ الخبيثِ عنْ طريقِ الأحماضِ الدهنيةِ في نظامِنا الغذائي، ولكنْ لمْ يتضحْ كيفَ يحدثُ هذا، وما إذا كانتْ جميعُ الأحماضِ الدهنيةِ تُسهمُ في ذلك.
كشفتِ النتائجُ المنشورةُ حديثًا أنَّ أحدَ هذهِ الأحماضِ الدهنيةِ الموجودةِ بشكلٍ شائعٍ في زيتِ النخيلِ يعززُ الأورامَ الخبيثةَ في الفمِ والجلدِ في الفئران.
أما الأحماضُ الدهنيةُ الأخرى التي تُسمى حمضَ الأوليك وحمضَ اللينوليك – أوميجا تسعة ودهون أوميجا ستة الموجودةُ في الأطعمةِ مثلَ زيتِ الزيتونِ وزيتِ بذورِ الكتان - لمْ تُظهرِ التأثيرَ نفسَه.
لكنَّ الباحثينَ يقولونَ إنَّ الأحماضَ الدهنيةَ المختبرَةَ لمْ تزدْ منْ خطرِ الإصابةِ بالسرطانِ في المقامِ الأول.
وجدَ البحثُ أنَّه عندَ إضافةِ حمضِ البالمتيك إلى النظامِ الغذائيِّ للفئرانِ المُصابةِ بالسرطان، لا يُسهمُ فقطْ في زيادةِ حجمِ الأورامِ الخبيثة، بلْ يؤثرُ أيضًا على المدى الطويلِ على جينومِ تلكَ الأورام. إذْ زادتْ قدرةُ الخلايا السرطانيةِ التي تعرضتْ لحمضِ البالمتيك في النظامِ الغذائيِّ لفترةٍ قصيرةٍ منَ الزمنِ على الانتشارِ في أماكنَ أخرى وتكوينِ النقائلِ حتى عندما تمتْ إزالةُ حمضِ البالمتيك منَ النظامِ الغذائي.
اكتشفَ الباحثونَ أنَّ هذهِ "الذاكرةَ" ناتجةٌ عنِ التغيراتِ اللاجينية، وهيَ تغييراتٌ في كيفيةِ عملِ جيناتِنا.
وتسمحُ التغيراتُ اللاجينيةُ للخلايا السرطانيةِ النقيليةِ بتكوينِ شبكةٍ عصبيةٍ حولَ الورمِ للتواصلِ معَ الخلايا في بيئتِها المباشرةِ والانتشارِ بسهولةٍ أكبر. منْ خلالِ فهمِ طبيعةِ هذا الاتصال، اكتشفَ الباحثونَ طريقةً لمنعِه وهمُ الآنَ في طَورِ التخطيطِ لتجربةٍ سريريةٍ لوقفِ الورمِ الخبيثِ في أنواعٍ مختلفةٍ منَ السرطان.
يُعدُّ هذا الاكتشافُ تقدمًا كبيرًا في فهمِنا لكيفيةِ ارتباطِ النظامِ الغذائيِّ بالسرطان، وربما الأهمُّ منْ ذلك، كيفَ يمكنُنا استخدامُ هذهِ المعرفةِ لبدءِ علاجاتٍ جديدة.
ويطورُ الباحثونَ في تلكَ الدراسةِ أجسامًا مضادةً تُعدُّ العلاجَ الأولَ منْ نوعِه للسرطانِ النقيليِّ، آملينَ أنْ تبدأَ تجربةُ اختبارِ أجسامِهم المضادةِ الجديدةِ في عدةِ أنواعٍ منَ السرطانِ خلالَ العامَينِ المقبلَين.
ويقولُ الباحثونَ إنَّهُ منَ السابقِ لأوانِه تحديدُ نظامٍ غذائيٍّ لمرضى السرطانِ النقيليِّ منْ شأنِه أنْ يُبطئَ انتشارَ المرض. ومعَ ذلك، بناءً على النتائج؛ يُعتقدُ أنَّ اتباعَ نظامٍ غذائيٍّ فقيرٍ في حمضِ البالمتيك يمكنُ أنْ يكونَ فعالًا في إبطاءِ عمليةِ انتشارِ السرطان.
ويقولُ الباحثونَ إنهم لا يركزونَ فقطْ على دورِ النظامِ الغذائيِّ في انتشارِ السرطان؛ لكنَّهمْ يدرسونَ أيضًا مجموعةً منَ الأهدافِ العلاجيةِ المحتملةِ الجديدة، والتي منْ شأنِها علاجُ هؤلاءِ المرضى.
إذا استمرتِ الأمورُ كما هوَ مخططٌ لها، يُمكنُ بدءُ أولِ تجربةٍ سريريةٍ في غضونِ عامينِ على دواءٍ يُعالجُ النقائلَ السرطانيةَ لأولِ مرةٍ في التاريخ.
اختبارُ دمٍ بسيطٌ يكشفُ احتماليةَ مقاومةِ سرطانِ البروستاتا للعلاجِ الكيماوي
يمكنُ لاختباراتِ الدمِ المنتظمةِ قبلَ العلاجِ الكيميائيِّ لسرطانِ البروستاتا وفي أثنائِه اكتشافُ ما إذا كانَ المريضُ يقاومُ أوْ يطورُ مقاومةً للعلاجِ باستخدامِ الدوسيتاكسيل، وفقًا لبحثٍ جديدٍ نفذَهُ باحثونَ في معهدِ "بارتس" للسرطان.
النتائجُ قدْ تمكِّنُ الأطباءَ منَ الكشفِ المبكرِ إذا كانَ العلاجُ يواجهُ السرطانَ أمْ لا، ما يُمكِّنُهم منَ التحولِ إلى بدائلَ علاجيةٍ لإنقاذِ المريض.
والرجالُ المصابونَ بسرطانِ البروستاتا الذي بدأَ في الانتشارِ إلى أجزاءَ أخرى منَ الجسمِ ولا يستجيبونَ للعلاجِ بمستوياتٍ أقلَّ منْ هرمونِ الأندروجين، غالبًا ما يعالَجونَ بدوسيتاكسيل، وهوَ علاجٌ كيميائيٌّ يمكنُ أنْ يحسِّنَ بشكلٍ كبيرٍ منْ معدلِ البقاءِ على قيدِ الحياة. ومعَ ذلك، فإنَّ بعضَ المرضى يقاومونَ أوْ يكتسبونَ مقاومةً لذلكَ الدواء.
في تلكَ الدراسة؛ صمَّمَ الباحثونَ اختبارًا لمعرفةِ مدى إمكانيةِ تحديدِ مقاومةِ السرطانِ لدواءِ الدوسيتاكسيل والتنبؤِ بالبقاءِ على قيدِ الحياةِ منْ عددِ وأنواعِ الخلايا السرطانيةِ التي انفصلتْ عنِ الورمِ؛ ودخلتْ مجرى الدمِ، والتي تُعرفُ باسمِ النقائل.
أخذَ الباحثونَ عيناتِ دمٍ منْ ستةٍ وخمسينَ مريضًا مصابًا بسرطانِ البروستاتا المتقدم. تمَّ أخذُ العيناتِ قبلَ بدءِ العلاجِ بالدوسيتاكسيل، وبعدَ الجرعةِ الأولى منَ العلاجِ الكيميائي، وقبلَ الجرعةِ الخامسة، وبمجردِ الانتهاءِ منْ جميعِ الجرعات - فترة منْ ستةِ أشهرٍ إلى ثمانيةِ أشهرٍ تقريبًا.
استخدمَ الباحثونَ نظامًا لترشيحِ الدمِ يُسمى Parsortix لتحديدِ الخلايا الجذعيةِ السرطانيةِ بناءً على حجمِها الأكبرِ مقارنةً بالمكوناتِ الأخرى في الدم، مثلَ خلايا الدمِ البيضاء. ثمَّ بحثُوا عنْ أنماطٍ في بياناتِ الرجالِ الذينَ استجابُوا أوْ لمْ يستجيبُوا، أوِ الذينَ تطورَ مرضُهم أسرعَ منْ غيرِهم بعدَ العلاج.
بتطبيقِ تلكَ الأنماط، يمكنُ للباحثينَ التنبؤُ بما إذا كانَ الرجالُ سيستجيبونَ للعلاجِ أمْ لا فيغيروا منْ أساليبِ العلاجِ بطريقةٍ مخصصةٍ للمريضِ وفي الوقتِ المناسب.