المضادات الحيويةُ تُعالج "بنجاح" التهاب الزائدة الدودية
ألف وثلاثُمئة جين على علاقة بأمراض القلب الخِلقية
الألم والقلق يؤثران "خلويًّا" على عملية التنفس
المضادات الحيويةُ تُعالج "بنجاح" التهاب الزائدة الدودية
ألف وثلاثُمئة جين على علاقة بأمراض القلب الخِلقية
الألم والقلق يؤثران "خلويًّا" على عملية التنفس
المضاداتُ الحيويةُ تُعالجُ "بنجاحٍ" التهابَ الزائدةِ الدودية
تثبتُ العديدُ منَ الدراساتِ الحديثةِ أنَّ المضاداتِ الحيويةَ يُمكنُ أنْ تُشفى منْ معظمِ حالاتِ التهابِ الزائدةِ الدوديةِ غيرِ المعقدة، ويقولُ الباحثونَ في دراسةٍ مراجَعةٍ نُشرتْ في دوريةِ "جاما" إنَّ العلاجَ بالمضاداتِ الحيويةِ يمكنُ الآنَ اعتبارُه خيارًا روتينيًّا يُغني عنِ الجراحةِ في الكثيرِ منَ الأحيان.
وتستشهدُ النتائجُ بإجماعِ الأدلةِ على أنَّ المضاداتِ الحيويةَ تعالجُ بنجاحٍ ما يصلُ إلى سبعينَ بالمئةِ منْ حالاتِ التهابِ الزائدةِ الدودية. تظلُّ الجراحةُ، التي تُجرى عادةً بالمنظار، الخيارَ النهائيَّ للمرضَى الأصحاءِ الذينَ يعانونَ منِ التهابٍ حادٍّ في الزائدةِ الدوديةِ أوْ عواملَ أخرى تَزيدُ منْ خطرِ انفجارِها.
ويُعدُّ التهابُ الزائدةِ الدوديةِ الحادُّ أكثرَ حالاتِ الطوارئِ الجراحيةِ للبطنِ شيوعًا في العالم، ويصيبُ واحدًا منْ كلِّ ألفِ بالغ. حتى وقتٍ قريب، كانَ خيارُ العلاجِ الوحيدُ هوَ الجراحة، ومنَ المعروفِ أنَّ اتباعَ نهجٍ غيرِ جراحيٍّ للعديدِ منْ هذهِ الحالاتِ قدْ يكونُ لهُ تأثيرٌ كبيرٌ على كلٍّ منَ المرضى ونظامِ الرعايةِ الصحية.
تتميزُ حالاتُ التهابِ الزائدةِ الدوديةِ بألمٍ في البطنِ ينتقلُ غالبًا إلى الجانبِ الأيمنِ السفليِّ والغثيانِ والقيءِ والحمى منخفضةِ الدرجةِ - يتمُّ تأكيدُها بالموجاتِ فوقَ الصوتيةِ أوِ الأشعةِ المقطعية.
إذا لمْ تُظهرِ الفحوصاتُ أيَّ مضاعفات، يمكنُ أنْ يتلقَّى معظمُ هؤلاءِ المرضى المضاداتِ الحيويةَ بدلاً منَ الخضوعِ لعمليةِ استئصالِ الزائدةِ الدودية. يمكنُ أنْ تكونَ المضاداتُ الحيويةُ أيضًا علاجًا أوليًّا للمرضى الذينَ يعانونَ منْ أعراضٍ حادة، أوْ كبارِ السنِّ أوِ الذينَ يعانونَ منْ حالاتٍ طبيةٍ تَزيدُ منْ مخاطرِ العملياتِ الجراحية.
ويعتقدُ الباحثونَ أنَّ العلاجَ بالمضاداتِ الحيويةِ سيكونُ جيدًا في ستينَ بالمئةِ إلى سبعينَ بالمئةِ منَ المرضى.
لكنَّ المضاداتِ الحيويةَ ليستْ دائمًا علاجًا كاملًا. في حوالَي أربعينَ بالمئةِ منَ الحالات، يعاني المرضى الذينَ يتعافَونَ منْ نوبةِ التهابِ الزائدةِ الدوديةِ بعدَ تلقِّي المضاداتِ الحيويةِ منْ نوبةٍ أخرى، ويحتاجونَ في النهايةِ إلى استئصالِ الزائدةِ الدوديةِ جراحيًّا.
لذا يقولُ الباحثونَ إنَّهُ منَ المهمِّ أنْ نأخذَ في الحسبانِ كلَّ حالةٍ وسياقَها الفريد.
ألفٌ وثلاثُمئةِ جينٍ على علاقةٍ بأمراضِ القلبِ الخِلقية
يُولدُ طفلٌ واحدٌ منْ كلِّ مئةِ طفلٍ مصابًا بمرضٍ خِلقيٍّ في القلبِ، ويُعدُّ هذا السببَ الرئيسيَّ للوفاةِ عندَ الأطفالِ حديثي الولادة. ومعَ ذلك، فإنَّ السببَ الجينيَّ لهذهِ الاضطراباتِ غيرُ مفهومٍ تمامًا، مما يَعوقُ تطويرَ الاختباراتِ الجينيةِ الدقيقةِ قبلَ الولادة.
والآنَ طورَ باحثونَ منْ جامعةِ موناش في ملبورن بأستراليا طريقةً لتحديدِ الجيناتِ التي تؤدي دورًا في التسبُّبِ في الاضطراباتِ القلبية.
ولمْ تؤكدْ هذهِ الطريقةُ الجيناتِ المرتبطةَ بأمراضِ القلبِ التاجيةِ المعروفةِ فحسب، بلِ اكتشفتْ أيضًا خمسةً وثلاثينَ جينًا جديدًا لمْ يُشتبَهْ منْ قبلُ في علاقتِها بالمرض.
يفتحُ البحثُ الطريقَ لمزيدٍ منَ الاختباراتِ الجينيةِ الدقيقةِ قبلَ الولادةِ لأمراضِ القلبِ الخِلقيةِ في المستقبل.
ويُعدُّ النهجُ التقليديُّ لتحديدِ الجيناتِ المسببةِ للأمراضِ، الذي يركزُ على فحصِ الجيناتِ الموجودةِ في القلبِ فقطْ، نهجًا قاصرًا؛ إذْ إنَّه يتجاهلُ الجيناتِ الموجودةَ في الأنسجةِ الأخرى أيضًا، على الرغمِ منْ أنَّها تؤدي أدوارًا مهمةً في نموِّ القلب.
لذا؛ نقَّبَ الباحثونَ في قواعدِ بياناتِ الجينومِ لتحديدِ الجيناتِ التي تمَّ "تشغيلُها "على وجهِ التحديدِ في القلبِ والجيناتِ التي قدْ ترتبطُ أيضًا بأعضاءٍ أخرى مثلَ الكبدِ أوِ الكُلى.
ثمَّ استخدمَ الباحثونَ ذبابةَ الفاكهةِ كنموذجِ اختبارٍ لتحديدِ بعضِ التأثيراتِ الوظيفيةِ لهذهِ الجيناتِ الجديدة. يستخدمُ الباحثونَ ذبابةَ الفاكهةِ لأنَّها كائنٌ نموذجيٌّ راسخٌ لفهمِ الآلياتِ الجينيةِ للعديدِ منَ الأمراضِ البشرية. وذلكَ لأنَّ حوالَي خمسةٍ وسبعينَ بالمئةِ منَ الجيناتِ البشريةِ المسببةِ للأمراضِ توجدُ في الذبابةِ بشكلٍ مشابه، ومنَ السهلِ التعاملُ معَ ذبابةِ الفاكهة، كما أنَّها تتكاثرُ بسرعة، وتتوافرُ العديدُ منَ الأدواتِ لمعالجةِ أيِّ جيناتٍ فيها.
كشفتْ دراساتُ ذبابةِ الفاكهةِ عنْ "قائمةٍ طويلةٍ منَ الجيناتِ المرشحةِ والتي يُمكنُ أنْ تُسببَ تشوهاتِ القلبِ لدى البشر، مما يعطي نظرةً ثاقبةً حقيقيةً لمدى تعرُّضِ هذا العضوِ للطفراتِ الجينية.
الألمُ والقلقُ يؤثرانِ "خلويًّا" على عمليةِ التنفس
هلْ تسارعتْ أنفاسُكَ منْ قبلُ بعدَ أنْ تعرضتَ لنوبةٍ منْ نوباتِ الألمِ الحادة. هلْ أحسستَ بصعوبةٍ في التنفسِ عندَما شعرتَ بالقلق. يبدو أنَّ تلكَ الأحاسيسَ ليستْ "نفسية"؛ إذْ إنَّ لها جذورًا فسيولوجيةً أيضًا.
فقدِ اكتشفَ العلماءُ شبكةً عصبيةً في الدماغِ تنسقُ إيقاعَ التنفسِ معَ الشعورِ بالألمِ والقلقِ والخوف.
في الدراسةِ المنشورةِ في دوريةِ "نيورون" ركزَ الباحثونَ على مجموعةٍ منَ الخلايا العصبيةِ في جذعِ الدماغِ تُسمى النواةَ شبهَ القصبيةِ الجانبية، ليجدُوا أنَّ الخلايا العصبيةَ في منطقةٍ منَ الدماغِ تعالجُ الخوفَ والتجربةَ العاطفيةَ للألمِ ترتبطُ بالخلايا العصبيةِ التي تولِّدُ إيقاعَ التنفس.
لإظهارِ كيفَ تنسقُ هذهِ الخلايا العصبيةُ التنفسَ معَ الألمِ والعواطف، استخدمَ الباحثونَ لأولِ مرةٍ عواملَ ضوئيةً وكيميائيةً لإثباتِ أنَّ التلاعبَ بالخلايا العصبيةِ التي تعبرُ عنِ الألمِ في النواةِ شبهِ القصبيةِ الجانبيةِ يغيرُ معدلَ التنفسَ لدى الفئران.
ثمَّ استخدمُوا متتبعاتِ الفلورسنت –وهيَ مادةٌ تضيءُ حينَ تُحقنُ في الخلايا- لتعيينِ المُدخَلاتِ والمُخرَجاتِ للخلايا العصبيةِ التي تعبِّرُ عنْ تثبيطِ الألم.
ووجدَ الباحثونَ أنَّ النوعينِ يؤثرُ بعضُهما على بعضٍ وفقًا لمُدخَلاتٍ منْ هذهِ المناطق، مما يجعلُنا نتنفسُ بشكلٍ أسرعَ عندَما نشعرُ بالألمِ أوِ القلق.
ومنْ خلالِ فهمِ الدوائرِ في منطقةِ الدماغِ هذه، قدْ يكونُ الباحثونَ قادرينَ على تفكيكِ تنظيمِ التنفسِ وتنظيمِ الألمِ لتطويرِ دواءٍ يمنعُ الشعورَ بالألمِ دونَ كبحِ التنفس.
فمعظمُ أدويةِ الألمِ الأفيونيةِ تُسببُ ضيقًا في التنفس؛ وهوَ أمرٌ يَزيدُ منْ معاناةِ مرضى السرطانِ على سبيلِ المثال. الذينَ يتناولونَ كمياتٍ كبيرةً منْ ذلكَ النوعِ منَ الأدويةِ لكبحِ الألم.
فالمسكناتُ الأفيونيةُ تُثبطُ الألمَ.. وكذلكَ التنفسَ. ويُعدُّ تثبيطُ التنفسِ السببَ الرئيسيَّ للوفاةِ منَ الموادِ الأفيونية.
ويمكنُ أنْ تؤديَ النتائجُ إلى ثورةٍ في مجالِ تطويرِ مسكناتٍ منْ شأنِها أنْ تمنعَ مشكلاتِ الجهازِ التنفسيِّ الناجمةَ عنِ الموادِ الأفيونية.