الشباب يشعرون بالوحدة أكثر من كبار السن
السكر يعيد برمجةَ خلايا التذوقِ في اللسان
التعرض للتصوير بالأشعة قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الخصية
الشباب يشعرون بالوحدة أكثر من كبار السن
السكر يعيد برمجةَ خلايا التذوقِ في اللسان
التعرض للتصوير بالأشعة قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الخصية
الشبابُ يشعرونَ بالوحدةِ أكثرَ منْ كبارِ السن
تُعَدُّ الوحدةُ إحدى المشكلاتِ الصحيةِ العامةِ المنتشرةِ بشكلٍ خطير. تؤثرُ الوحدةُ على الصحةِ والرفاهيةِ وطولِ العمر. سعيًا إلى تطويرِ علاجاتٍ وتدخلاتٍ نفسيةٍ فعالة، قامَ الباحثونَ في كليةِ الطبِّ بجامعةِ كاليفورنيا سان دييغو بفحصِ العواملِ النفسيةِ والبيئيةِ التي تؤدي إلى أنماطِ الشعورِ بالوحدةِ في مختلِفِ الفئاتِ العمرية.
استخدمَ الباحثونَ مسحًا على شبكةِ الإنترنتِ شمِلَ ألفينِ وثَمانِمئةٍ وثلاثةٍ وأربعينَ مشاركًا، تتراوحُ أعمارُهم بينَ عشرينَ وتسعةٍ وستينَ عامًا، منْ جميعِ أنحاءِ الولاياتِ المتحدة.
وجدت الدراسة، التي نُشرتْ في دوريةِ "جورنال أوف كلينكال سيكاتري" أنَّ مستوياتِ الشعورِ بالوحدةِ كانتْ أعلى في العشرينياتِ منَ العمرِ وأدنى في عمرِ الستين.
ولاحظَ الباحثونَ أنَّ الشبابَ في العشرينياتِ منَ العمرِ عانَوا منَ الشعورِ بمستوياتٍ منخفضةٍ منَ التعاطُفِ والرحمة، كما كوّنوا شبكاتٍ اجتماعيةً أصغر، وتأثروا بغيابِ الزوجِ أوِ الشريكِ العاطفي، كما عانَوا أيضًا منِ اضطراباتِ النومِ وفقدانِ الثقة.
وأكدتِ الدراسةُ وجودَ علاقةٍ عكسيةٍ قويةٍ بينَ الوحدةِ والحكمة، فكلما كبِرَ الشخصُ؛ زادتْ حكمتُهُ وقلَّ شعورُهُ باضطراباتِ الوحدة.
كما تقولُ الدراسةُ إنَّ التعاطُفَ يقللُ منْ مستوى الشعورِ بالوحدةِ في جميعِ الأعمار، ربما بسببِ تمكينِ الأفرادِ منْ إدراكِ وتفسيرِ مشاعرِ الآخرينَ بدقة، إلى جانبِ السلوكِ المفيدِ تجاهَ الآخرين، وبالتالي زيادةِ كفاءتِهِم الذاتيةِ الاجتماعيةِ وتوسيعِ نطاقِ شبكاتِهِم الاجتماعية.
وأشارَ الاستطلاعُ إلى أنَّ الأشخاصَ في العشرينياتِ منَ العمرِ كانوا يتعاملونَ معَ ضغوطٍ شديدةٍ في أثناءِ محاولتِهِمْ تأسيسَ حياةٍ مهنيةٍ والعثورَ على شريكِ الحياة.
قالتْ "تانيا نجوين" الحاصلةُ على درجةِ الدكتوراة، والمؤلفةُ الأولى للدراسةِ والأستاذةُ الإكلينيكيةُ المساعدةُ في قسمِ الطبِّ النفسيِّ في جامعةِ كاليفورنيا إنَّ كثيرًا منَ الناسِ في العشرينياتِ يُقارنونَ أنفُسَهُم باستمرارٍ بآخرينَ على وسائلِ التواصُلِ الاجتماعيِّ وهمْ قلقونَ بشأنِ عددِ المعجبينَ والمتابعينَ لديهِمْ، وهوَ ما قدْ يؤدِّي إلى انخفاضِ مستوى الكفاءةِ الذاتيةِ، ما يُعزِّزُ الشعورَ بالوحدة.
كما يبدأُ الأشخاصُ في الأربعينياتِ منَ العمرِ في مواجهةِ تحدياتٍ جسديةٍ ومشكلاتٍ صحية، مثلَ ارتفاعِ ضغطِ الدمِ والسُّكَّري.
وقدْ يبدأُ الأفرادُ في فقدانِ أحبائِهِم المقربينَ منهمْ، كما يكبُرُ أطفالُهم ويصبحونَ أكثرَ استقلالية. وهذا يؤثرُ بشكلٍ كبيرٍ على الأشخاصِ في سنِّ الأربعينياتِ؛ ما يُسببُ تضخُّمَ شعورِهِم بالوحدة.
وتهدفُ تلكَ الدراسةُ إلى تحديدِ الفئاتِ العمريةِ الأكثرِ شعورًا بالوحدةِ لاستهدافِهم ببرامجَ نفسيةٍ وصحيةٍ تُقللُ من ذلكَ الشعورِ الذي يوثرُ على جودةِ حياتِهم.
السكرُ يُعيدُ برمجةَ خلايا التذوُّقِ في اللسان
وفقًا لدراسةٍ أجْرتْها جامعةُ ميتشيغان، فإنَّ النظامَ الغذائيَّ الذي يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ منَ السكرِ يُعيدُ برمجةَ خلايا التذوقِ في ذبابِ الفاكهة، مما يقلِّلُ منْ حساسيتِها للسكرِ ويتركُ "ذاكرةً جزيئية" على ألسنتِها.
عندَ فحصِ ذبابِ الفاكهة، وجدَ الباحثونَ أنَّ الأنظمةَ الغذائيةَ الغنيةَ بالسكرِ أعادتْ تشكيلَ خلايا الذوقِ تمامًا ، تاركةً ذاكرةً جزيئيةً تستمرُّ حتى عندما تمَّ تحويلُ الذبابِ إلى نظامٍ غذائيٍّ صحي.
ويمكنُ للذاكرةِ الجزيئيةِ للنظامِ الغذائيِّ السابقِ أنْ تجعلَ الحيواناتِ تتناولُ باستمرارٍ طعامًا يُشكِّلُ نمطًا منْ سلوكِ الأكلِ غيرِ الصحي.
عندما نأكلُ الطعام، لا يتطلبُ الأمرُ سوى بضعِ قضماتٍ حتى يختفيَ منَ الفمِ وينزلَ إلى المعِدَة. لا نفكرُ حقًّا في أنَّ الطعامَ قدْ يحتوي على موادَّ تتركُ أثرًا لا يزولُ في خلايانا.
لكنْ؛ وفقَ البحثِ الجديدِ المنشورِ في دوريةِ "ساينس أدفانس"، يُمكنُ أنْ يكونَ للطعامِ أثرٌ دائمٌ على حياتِنا.
ففي ذبابةِ الفاكهة؛ وجدَ الباحثونَ أنَّ تناوُلَ غذاءٍ يحتوي على نِسبٍ عاليةٍ منَ السكريِّ يُحدثُ تغيرًا كبيرًا في تركيبِ الخلايا الخاصةِ بالتذوقِ؛ استمرَّ أثرُ ذلكِ التغييرِ حتى عندما مُنعتْ ذبابةُ الفاكهةِ منْ تناوُلِ السكرِ وجرتْ تغذيتُها بنمطٍ غذائيٍّ صحيٍّ تمامًا.
فقدْ لاحظَ الباحثونَ أنَّ ذبابةَ الفاكهةِ احتفظتْ بالذاكرةِ الجزيئيةِ للنظامِ الغذائيِّ عالي السكرِ في خلاياها. وهذا يدلُّ على أنَّ البيئةَ الغذائيةَ السابقةَ قدْ تؤثرُ على السلوكياتِ التغذويةِ المستقبليةِ للحيوانات.
على وجهِ التحديدِ، وجدَ الباحثونَ أنَّ اتِّباعَ نظامٍ غذائيٍّ عالي السكرِ يُعيدُ برمجةَ الخلايا الموجودةِ في أفواهِ ذبابِ الفاكهةِ، التي تشعرُ بالحلاوة، مما يؤدي إلى حدوثِ خللٍ وظيفي. تضمنتْ إعادةُ البرمجةِ هذهِ منظِّمًا جينيًّا يُسمَّى "بي أر سي 2".
تتسببُ عمليةُ إعادةِ البرمجةِ في إعادةِ تشكيلِ إفرازِ مادةِ "الكروماتين" في الخلايا العصبية؛ وهيَ المادةُ التي تؤثرُ على الجيناتِ بشكلٍ كبير.
تقومُ تلكَ المادةُ بإسكاتِ الجيناتِ التي تُشاركُ في الكشفِ عنِ المذاقِ الحُلوِ للسكر؛ بشكلٍ دائم؛ ما يؤدي إلى الشعورِ الدائمِ بالحاجةِ إلى "الطعمِ الحُلو"، فتقومُ الحيواناتُ -والبشرُ أيضًا- بالبحثِ عنِ الأطعمةِ المُحلاةِ بالسكر؛ ما يؤدِّي إلى استهلاكِ كمياتٍ هائلةٍ منَ السكر، تؤثرُ بالسلبِ على صحتِهِمُ العامة؛ إذْ يَزيدُ خطرُ الإصابةِ بالسمنة؛ والسكريِّ منَ النوعِ الثاني؛ وأمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدموية.
التعرُّضُ للتصويرِ بالأشعةِ قدْ يَزيدُ منْ خطرِ الإصابةِ بسرطانِ الخصية
تشيرُ دراسةٌ جديدةٌ نُشرتْ في دوريةِ "بلوس وان" إلى أنَّ التعرُّضَ المُبكِّرَ والمتكررَ للتصويرِ التشخيصيِّ، مثلِ الأشعةِ السينيةِ والأشعةِ المقطعية، قدْ يَزيدُ منْ خطرِ الإصابةِ بسرطانِ الخصية.
في العقودِ الثلاثةِ الماضية؛ لاحظَ العلماءُ ارتفاعًا مُطردًا في حالاتِ أورامِ الخلايا بالخصيةِ، ما يُشيرُ إلى وجودِ خطرِ التعرضِ البيئي. لكنْ؛ فشِلَ العلماءُ في تحديدِ عواملِ الخطرِ التي أدتْ إلى زيادةِ حالاتِ السرطان.
لكنَّ الدراسةَ الجديدةَ تُشيرُ إلى أنَّ الاستخدامَ المُتزايدَ للإشعاعِ التشخيصيِّ الطبيِّ تحتَ الخصرِ لدى الرجالِ قدْ يُسهِمُ في زيادةِ الإصابة.
ويُعدُّ الإشعاعُ أحدَ عواملِ الخطرِ المعروفةِ للسرطانِ بسببِ قدرتِهِ على إتلافِ الحمضِ النوويِّ. فعندما تكونُ الخلايا غيرَ قادرةٍ على إصلاحِ الحمضِ النوويِّ التالفِ بشكلٍ مناسب، ينتجُ عنْ ذلكَ سرطانٌ يسببُ طفراتٍ جينية.
وسرطانُ الخصيةِ أحدُ أكثرِ أنواعِ السرطانِ شيوعًا في الولاياتِ المتحدةِ وأوروبا بينَ الرجالِ الذينَ تتراوحُ أعمارُهم بينَ خمسةَ عشَرَ عامًا وخمسةٍ وأربعينَ عامًا. وقدْ زادَ معدلُ الإصابةِ منْ حوالَي ثلاثةٍ منْ كلِّ مئةِ ألفِ رجلٍ في عامِ ألفٍ وتسعِمئةٍ وخمسةٍ وسبعينَ إلى ستةٍ منْ كلِّ مئةِ ألفِ رجلٍ اليوم. سيتمُّ تشخيصُ ما يقربُ منْ تسعةِ آلافٍ وخَمسِمئةِ حالةٍ بحلولِ نهايةِ عامِ ألفينِ وعشرين.
كانتِ الدراساتُ حولَ الدورِ الذي يمكنُ أنْ يؤديَهُ الإشعاعُ التشخيصي، وخاصةً التصويرَ المقطعيَّ المُحوسَب، في تطويرِ سرطانِ الخصيةِ محدودة؛ إذِ اعتمدتِ التقاريرُ السابقةُ على دراسةِ الأشخاصِ الذينَ يعملونَ في محطاتِ الطاقةِ النوويةِ والعسكريينَ فقط.
ولمْ تتطرقِ الدراساتُ إلى المرضى الذينَ يتلقَّوْنَ الإشعاعَ التشخيصيَّ كجزءٍ منَ الرعايةِ السريرية، ولمْ تقمْ أيُّ دراساتٍ حديثةٍ بتقييمِ تأثيرِ الإشعاعِ التشخيصي.
في هذا البحثِ، أجرى المؤلفونَ دراسةً قائمةً على الملاحظةِ لألفٍ ومئتينِ وستةٍ وأربعينَ رجلاً تتراوحُ أعمارُهُم بينَ ثمانيةَ عشَرَ عامًا وخمسةٍ وخمسينَ عامًا مصابينَ أوْ غيرَ مصابينَ بسرطانِ الخصية. تمتْ دعوةُ المشاركينِ لإكمالِ استبانةٍ استخرجتْ معلوماتٍ عنْ عواملِ الخطرِ المعروفةِ والمفترَضةِ لسرطانِ الخصيةِ والتصويرِ التشخيصيِّ خلالَ حياتِهم، بما في ذلكَ موقعَ التصويرِ على الجسمِ وعددَ حالاتِ التعرُّضِ قبلَ تشخيصِهم. كما تمَّ جمعُ عيناتِ الورم.
بعدَ إجراءِ عمليةِ ضبطِ المخاطرِ المعروفةِ للإصابةِ بسرطانِ الخصيةِ، بما في ذلكَ الخصيةَ الخفيةَ والتاريخَ العائليَّ والعرقَ والعمرَ وعواملَ أخرى، وجدَ الباحثونَ أنَّ هناكَ زيادةً ذاتَ دلالةٍ إحصائيةٍ في خطرِ الإصابةِ بسرطانِ الخصيةِ بينَ أولئكَ الذينَ أَبلغوا عنْ ثلاثةِ تعرُّضاتٍ على الأقلِّ للأشعةِ السينية، وتصويرِ القولونِ بالأشعةِ السينية، والأشعةِ المقطعيةِ أسفلَ الخصر، مقارنةً بالرجالِ الذينَ لمْ يتعرَّضوا لمثلِ هذا التعرُّض.
كانَ الأفرادُ الذينَ تعرضُوا ثلاثَ مراتٍ أوْ أكثرَ للإشعاعِ التشخيصيِّ خلالَ العقدِ الأولِ من حياتِهم معرَّضونَ لخطرِ الإصابةِ بنسبةِ تسعةٍ وخمسينَ في المئةِ، مقارنةً بمَنْ تعرَّضوا للإشعاعِ لأولِ مرةٍ بعدَ سنِّ ثمانيةَ عشَرَ عامًا.
وينصحُ الباحثونَ في تلكَ الدراسةِ بعدمِ التعرُّضِ للإشعاعِ الطبِّي إلا للضرورةِ القصوى، خاصةً في سنِّ المراهقةِ والطفولة.