دراسةٌ ترصد وجود "مواد سامة" في أجساد الحوامل
طفرات نادرة تجعل السل مقاوما للعلاج
أمل جديد لمرضى سرطان الدماغ
دراسةٌ ترصد وجود "مواد سامة" في أجساد الحوامل
طفرات نادرة تجعل السل مقاوما للعلاج
أمل جديد لمرضى سرطان الدماغ
دراسةٌ ترصدُ وجودَ "موادَّ سامة" في أجسادِ الحوامل
رصدتْ دراسةٌ أمريكيةٌ استمرتْ لمدةِ اثني عشَرَ عامًا مستوياتٍ عاليةً منَ السُّمِّيَّةِ في أجسادِ الحوامل.
وقالتِ الدراسةُ إنَّ تلكَ الموادَّ ناجمةٌ عنِ التعرُّضِ المتزايدِ للموادِّ الكيميائيةِ منَ البلاستيك ومبيداتِ الآفات، وقدْ تكونُ ضارةً لكلٍّ منَ الأمِّ والجنين.
كانتِ العديدُ منَ الموادِّ الكيميائيةِ التي تعرضتْ لها النساءُ عبارةً عنْ موادَّ كيميائيةٍ بديلةٍ وهيَ أشكالٌ جديدةٌ منَ الموادِّ الكيميائيةِ التي تمَّ حظرُها أو التخلصُ منها تدريجيًّا، كما وجدتِ الدراسةُ أيضًا أنَّ العديدَ منَ النساءِ تعرضنَ لمبيداتِ النيونيكوتينويد، وهيَ منَ المبيداتِ الحشريةِ السامةِ للنحل.
وقامَ الباحثونَ بقياسِ مستوياتِ مئةٍ وثلاثٍ منَ الموادِّ الكيميائيةِ معظمُها منْ مبيداتِ الآفاتِ والبلاستيك باستخدامِ طريقةٍ جديدةٍ تلتقطُ عشراتِ الموادِّ الكيميائيةِ أوِ الآثارِ الكيميائيةِ منْ عينةِ بولٍ واحدة.
تمَّ العثورُ على أكثرَ منْ ثمانينَ بالمئةِ منَ الموادِّ الكيميائيةِ في واحدةٍ على الأقلِّ في عيناتِ بولِ الحوامل؛ وتمَّ العثورُ على أكثرَ منْ ثلثِ الموادِّ الكيميائيةِ في غالبيةِ المشاركات. ووجدتِ الدراسةُ أيضًا أنَّ بعضَ هذهِ الموادِّ الكيميائيةِ كانتْ موجودةً بكمياتٍ أعلى مما لوحظَ في الدراساتِ السابقة.
وتوضحُ النتائجُ التي توصلَ إليها الباحثونَ أنَّ عددَ الموادِّ الكيميائيةِ السامةِ ونطاقَها في النساءِ الحواملِ تتزايدُ خلالَ تلكَ الفترةِ الحرجة.
يُمكنُ أنْ يأتيَ التعرُّضُ قبلَ الولادةِ للموادِّ الكيميائيةِ الصناعيةِ منَ الهواءِ والغذاءِ والماءِ والبلاستيك وغيرِها منَ المنتجاتِ الصناعيةِ والاستهلاكية.
وعلى الرغمِ منْ أنَّ هذهِ الموادَّ الكيميائيةَ يمكنُ أنْ تكونَ ضارةً بالحملِ ونموِّ الطفل، إلا أنَّ القليلَ منْ هذهِ الموادِّ الكيميائيةِ يخضعُ للمراقبةِ منْ قِبَلِ السلطاتِ المَعنية.
ووجدتِ الدراسةُ أنَّ النساءَ منْ غيرِ البِيض، أوْ ذواتِ التحصيلِ العلميِّ المنخفضِ أكثرُ تعرضًا لوجودِ تلكَ المواد.
طفراتٌ نادرةٌ تجعلُ السُّلَّ مقاوِمًا للعلاج
حددَ الباحثونَ في جامعةِ ولايةِ "سان دييغو" علاماتٍ وراثيةً نادرةً في المتفطرةِ السُّلِّيَّةِ يُمكنُ أنْ يحسِّنَ الكشفَ المبكرَ عنْ سلالاتِ المرضِ المقاوِمةِ للأدوية، مما يساعدُ على منعِ انتشارِها.
بالنسبةِ للكثيرين، قدْ يبدو السُّلُّ مرضًا منْ حقبةٍ ماضية. لكنَّه ما زالَ يحصدُ أرواحَ أكثرَ منْ مليون شخصٍ كلِّ عام.
وتزدادُ المشكلةُ سوءًا معَ استمرارِ "المتفطرةِ السُّلِّيَّة" -وهيَ المُمْرِضُ الذي يسببُ السُّلَّ- في تطويرِ مقاومةٍ للمضاداتِ الحيويةِ المستخدمةِ في علاجِ المرض.
فرغمَ أنَّ الاستخدامَ واسعَ النطاقِ للمضاداتِ الحيويةِ المنقذةِ للحياةِ أحدثَ تحولًا في الطبِّ، لكنَّ مسبِّباتِ الأمراضِ البكتيرية، مثلَ المتفطرةِ السُّلِّيَّة، سرعانَ ما طورتْ مقاومتَها لها. وذلكَ لأنَّ سلالاتِ البكتيريا التي نجتْ منْ هجومِ هذهِ الأدويةِ القويةِ تحتوي على طفراتٍ تسمحُ لها بالاستمرارِ والتكاثر. يتفاقمُ هذا بسببِ استخدامِ المضاداتِ الحيويةِ في الماشيةِ وللعدوى غيرِ البكتيريةِ في البشر، مثلَ تلكَ التي تسببُها الفيروسات. لاختبارِ ما إذا كانَ شخصٌ ما يُعاني منْ سلالةٍ منَ السُّلِّ لمْ تعدْ تستجيبُ للعلاجِ القياسي، يقومُ الأطباءُ باستنباتِ عيناتٍ منْ مخاطِ الجهازِ التنفسيِّ -فيما يُعرفُ باسمِ المزرعةِ البكتيرية- واختبارِها منْ قِبَلِ المضاداتِ الحيوية.
ولكنْ نظرًا إلى أنَّ مرضَ السُّلِّ ينمو ببطءٍ شديد، فإنَّ ذلكَ يستغرقُ أسابيع. وخلالَ تلكَ الأسابيع؛ يتنقلُ المريضُ وينشرُ السلُّ الذي قدْ يكونُ مقاوِمًا للمضاداتِ الحيوية.
ورغمَ أنَّ أدواتِ التشخيصِ الجزيئيِّ أسرعُ بكثير. وأنَّ الاختباراتِ الجينيةَ يمكنُ أنْ تسمحَ بالعلاجِ في الوقتِ المناسب. لكنَّ سلالاتِ السلِّ ذاتِ آلياتِ المقاومةِ النادرةِ لا تزالُ بعيدةً عنِ الاكتشافِ الجزيئي.
وبالتالي يُضطرُّ الأطباءُ فورَ اكتشافِ المرضِ إلى إعطاءِ المصابِ أدويةَ السُّلِّ القياسيةَ التي قدْ تقتلُ البكتيريا. وهكذا يتمُّ إعطاءُ المريضِ الأدويةَ الخطأَ ويستمرُّ في نقلِ العدوى إلى الآخرينَ طيلةَ أسابيع - وأحيانًا لمدةِ أشهر - قبلَ أنْ يُدركَ أنَّ هذهِ الأدويةَ لا تعمل.
منْ أجلِ منعِ ذلك؛ قامَ فريقُ علماءِ جامعةِ "سان دييغو" الأمريكيةِ بعمليةِ البحثِ عنِ الطفراتِ الجينيةِ النادرةِ المرتبطةِ بالمقاومة. حصلَ الباحثونَ على عيناتٍ منَ المتفطرةِ السُّلِّيَّةِ منْ سبعةِ بلدانٍ مختلفةٍ حيثُ تكونُ مقاومةُ المضاداتِ الحيويةِ شائعة. كشفتْ زراعةُ العيناتِ أنَّ بعضَها كانَ بالفعلِ مقاوِمًا للأدوية، على الرغمِ منْ فشلِ التشخيصِ الجزيئيِّ في اكتشافِها.
بعدَ ذلكَ بدأَ الفريقُ العلميُّ في البحثِ عنِ الطفراتِ الأخرى التي تَظهرُ حصريًّا في العزلاتِ المقاوِمةِ للمضاداتِ الحيوية.
وتمكنَ الباحثونَ منْ تحديدِ مجموعةٍ واحدةٍ منَ الطفراتِ الجينيةِ النادرةِ التي قدْ تساعدُ في منعِ عقارِ "كاناميسين" الشائعِ لعلاجِ السُّلِّ منَ التدخُّلِ في قدرةِ العامِلِ المُمْرضِ -بكتيريا المتفطرةِ السلية- على تصنيعِ البروتيناتِ التي تحتاجُ إليها للتكاثر. وقدْ تفعلُ مجموعةٌ أخرى منَ الطفراتِ الشيءَ نفسَه معَ عقارِ "كابريوميسين" لعلاجِ السل.
ونجحتِ الدراسةُ المنشورةُ في دوريةِ " Antimicrobial Agents and Chemotherapy" في تحديدِ مجموعةٍ منَ الطفراتِ التي تطورُ مقاومةً للمضاداتِ الحيوية؛ وهوَ ما يعني إمكانيةَ استخدامِ تلكَ المعرفةِ لتطويرِ اختبارٍ محددٍ يتمُّ عملُه على البكتيريا المُمْرِضةِ لمعرفةِ وجودِ تلكَ الطفراتِ منْ عدمِه.
تشيرُ التقديراتُ إلى أنَّ حوالَي ربعِ سكانِ العالمِ مصابونَ بمرضِ السل، الذي يتكونُ منْ نوعين؛ كامنٍ أوْ نشط.
يبقى معظمُ الناسِ في المرحلةِ الكامنةِ لأنَّ جهازَ المناعةِ في الجسمِ يُبقي الحملَ البكتيريَّ تحتَ السيطرة. تظلُّ العدوى الخاملةُ خاليةً منَ الأعراضِ كما أنَّها ليستْ مُعدية. في حوالي عشَرةٍ بالمئةِ منْ هذهِ العدوى تتحولُ إلى مرضِ السلِّ النشط. ثمَّ يُعاني المرضى منَ الأعراضِ ويُمكنُ أنْ ينشرُوا المرضَ إلى الآخرين. وقدْ تنامى الخوفُ منَ السلِّ معَ شيوعِ الالتهاباتِ الرئويةِ الأخرى مثلَ كورونا المستجدِّ والتي يمكنُ أنْ تطغى على جهازِ المناعةِ وتحفزَ مرضَ السلِّ للدخولِ في مرحلتِه النشطة.
فإذا حدثَ هذا، سيُصبحُ مرضُ السلِّ مشكلةً ضخمةً في العالمِ أجمع، خاصةً أنَّ بعضَ أنواعِ الأمراضِ الفيروسيةِ -كالإيدز مثلًا- تحفزُ مرضَ السلِّ الكامنِ على النشاط.
فعلى الرغمِ منْ أنَّ فيروسَ نقصِ المناعةِ البشريةِ ليسَ مرضًا رئويًّا، إلا أنهُ يُضعفُ جهازَ المناعةِ ويؤدي إلى تنشيطِ مرضِ السل. ومعظمُ المرضى المصابينَ بفيروسِ نقصِ المناعةِ البشريةِ يموتونَ منَ السُّلِّ وليسَ منْ فيروسِ نقصِ المناعةِ البشرية.
ويقولُ الباحثونَ في تلكَ الدراسةِ إنَّ هناكَ حاجةً ماسَّةً إلى لقاحٍ فعالٍ ضدَّ السل. لكنْ؛ وحتى ذلكَ الحينِ، يُعدُّ تحسينُ التشخيصِ الجزيئيِّ للكشفِ عنْ مقاومةِ المضاداتِ الحيويةِ أمرًا مهمًّا للسيطرةِ على المرض.
لذا؛ يأملُ الباحثونَ أنْ تُستخدمَ النتائجُ في الكشفِ عنِ "المتفطرةِ السليةِ" التي تقاومُ المضاداتِ الحيويةَ بسرعةٍ وفورَ الإصابةِ بها للإسهامِ في منعِ العدوى بذلكَ النوعِ المقاومِ للمضاداتِ الحيويةِ والعصيِّ على العلاج.
أملٌ جديدٌ لمرضى سرطانِ الدماغ
عندما تتكررُ الإصابةُ بورمٍ دماغيٍّ غيرِ منتشر - ورمٍ سحائي - بعدَ الجراحةِ والعلاجِ الإشعاعي، يُصبحُ المريضُ دونَ خياراتٍ علاجية. وحتى الآنَ؛ لمْ تتمَّ الموافقةُ على أيِّ أدويةٍ لهذهِ الأورامِ العدوانية، والتي تُصيبُ ما يصلُ إلى عشرينَ بالمئةِ منَ الحالاتِ ويُمكنُ أنْ تؤديَ إلى إعاقةِ المريضِ أوْ وفاتِه.
والآنَ؛ يُظهرُ علاجٌ جديدٌ للسرطانِ يُسمى abemaciclib فاعليةً في مجموعةٍ مختارةٍ منَ المرضى؛ ونماذجِ الفئران، وَفقَ دراسةٍ منشورةٍ في دوريةِ "نيتشر- جينتكس".
اكتشفَ الباحثونَ أنَّ الأورامَ السحائيةَ يمكنُ تقسيمُها إلى مجموعاتٍ جزئيةٍ فرعيةٍ ذاتِ نتائجَ سريريةٍ مختلفةٍ ومعدلاتِ تكرار. هذهِ الطريقةُ الجديدةُ لتصنيفِ الأورامِ تتيحُ للعلماءِ التنبؤَ بتَكرارِ الورمِ بشكلٍ أكثرَ دقةً منَ الطريقةِ الحاليةِ لتصنيفِ الورم.
حاليًّا، يفحصُ الأطباءُ عينةً منَ الورمِ تحتَ المجهرِ ويصنفونَها في المرتبةِ الأولى أوِ الثانيةِ أوِ الثالثةِ وَفقَ شدتِها. لكنَّ بعضَ الأورامِ تتصرفُ بطريقةٍ لا تتناسبُ معَ الشكلِ الذي تظهرُ بهِ تحتَ المجهر.
تحددُ تلكَ الدراسةُ المرضى الذينَ يجبُ أنْ يُعالَجوا بهذا الدواء، لأنَّ الورمَ لديهِم منَ المرجحِ أنْ يستجيبَ له، ما يعني منحَهم الخياراتِ والأملَ في حياةٍ أطولَ خاليةٍ منَ الأعراض.
وتُعدُّ الأورامُ السحائيةُ هيَ الورمُ الأوليُّ الأكثرُ شيوعًا في الجهازِ العصبيِّ المركزي، حيثُ يتمُّ تشخيصُ آلافِ المرضى بهِ سنويًّا. تتمثلُ الأعراضُ في الصداعِ أوِ النوباتِ أوِ العجزِ العصبيِّ (الضعفِ أوْ فقدانِ الرؤيةِ أوِ الرؤيةِ المزدوجةِ أوِ التغييراتِ الحسية.).
والدواءُ هوَ مثبطٌ لدورةِ الخلية، مما يعني أنَّهُ يمنعُ دورةَ انقسامِ الخلايا ويمنعُ نموَّ الورم.
ودرسَ الباحثونَ التغيراتِ الجزيئيةَ في الورمِ لفهمِ دوافعِ نموِّه وتصميمِ العلاجاتِ التي تستهدفُ نقطَ ضعفِه.
وصنفَ الباحثونَ ذلكَ النوعَ منَ الورمِ إلى ثلاثِ مجموعات؛ لكلِّ مجموعةٍ آليةٌ بيولوجيةٌ مختلفةٌ تعزِّزُ نموَّ الأورام، ولكلِّ مجموعةٍ نتائجُ إكلينيكيةٌ مختلفة".
واكتشفَ العلماءُ أنَّ الأورامَ العدوانيةَ لها تغيراتٌ جزيئيةٌ متعددةٌ في مسارٍ مشتركٍ لانقسامِ الخلايا، مما يمكّنُ الخلايا منَ الانقسامِ أكثرَ والعودةِ بعدَ الجراحة.
لذا؛ تساءلَ الباحثونَ عمَّا إذا كانَ بإمكانِهم منعُ نموِّ الأورامِ منْ خلالِ تثبيطِ مساراتِ الانقسام.
وباستخدامِ ذلكَ الدواء -وهوَ حاصلٌ على موافقةِ إدارةِ الغذاءِ والدواءِ الأمريكيةِ عامَ ألفينِ وخمسةَ عشَرَ لعلاجِ أورامِ الثديِ السرطانية- تمكنَ الباحثونَ منْ تحسينِ أعراضِ مجموعةٍ منَ المرضى عبرَ منعِ خلايا الدماغِ السرطانيةِ منَ الانقسام. تتمثلُ الخطواتُ التاليةُ في التحققِ منْ صحةِ هذهِ النتائجِ في مجموعاتٍ سكانيةٍ إضافيةٍ والبناءِ عليها لتحديدِ ما إذا كانَ بإمكانِهم استخدامُ الميزاتِ الجزيئيةِ للتنبؤِ بمرضِ الورمِ السحائيِّ واستخدامُ ذلكَ الدواءِ لعلاجِ المرضى.