"قاذفةٌ شبحية" لعلاجِ السرطان
تعلُّمٌ عميقٌ منْ أجلِ التنبؤِ بسرطانِ الثدي
الولادةُ المبكرةُ تَزيدُ نسبةَ دخول الأطفالِ إلى المستشفيات
"قاذفةٌ شبحية" لعلاجِ السرطان
تعلُّمٌ عميقٌ منْ أجلِ التنبؤِ بسرطانِ الثدي
الولادةُ المبكرةُ تَزيدُ نسبةَ دخول الأطفالِ إلى المستشفيات
"قاذفةٌ شبحية" لعلاجِ السرطان
يُمكنُ للعديدِ منْ باحثي السرطانِ ادِّعاءُ أنهمُ ابتكرُوا "قنابلَ ذكية". ما كانَ مفقودًا هوَ القاذفةُ الشبحية؛ نظامُ توصيلٍ يُمكنهُ التسللُ عبرَ دفاعاتِ رادارِ الجسمِ لتوصيلِ تلكَ القنابلِ إلى أماكنِ الأورامِ وتدميرِها.
خلالَ العقودِ الماضية؛ اختبرَ الباحثونَ أنواعًا متعددةً منَ القاذفاتِ الشبحيةِ -وهيَ عبارةٌ عنْ فيروساتِ تقتلُ الخلايا السرطانيةَ دونَ الإضرارِ بالأنسجةِ السليمة.
وفي عامِ ألفينِ وخمسةَ عشَر؛ وافقتْ إدارةُ الغذاءِ والدواءِ الأمريكيةُ على استخدامِ أحدِ الفيروساتِ كطريقةٍ علاجيةٍ لسرطانِ الجلد؛ إلا أنَّ الباحثينَ طالما واجهوا حاجزًا هائلًا وهوَ جهازُ المناعةِ البشري.
فالمناعةُ تلتقطُ الفيروساتِ المحقونةَ في الجسم؛ وترسلُها إلى الكبدِ الذي يتخلصُ منها بكفاءةٍ وفاعلية، ويدمِّرُ معَها محاولاتِ الوصولِ إلى الورم.
الآنَ؛ تمكَّنَ الباحثونَ منْ تجاوُزِ ذلكَ الحاجزِ بعدَ أنْ تمكَّنُوا منْ إعادةِ هندسةِ أحدِ الفيروساتِ وراثيًّا بحيثُ لا يُمكنُ التقاطُها بواسطةِ الجهازِ المناعي. وهوَ أمرٌ يجعلُ منَ الممكنِ حقنُ الفيروسِ في الدمِ دونَ إثارةِ تفاعُلاتٍ التهابيةٍ شديدة.
ووفقَ الدراسةِ المنشورةِ في دوريةِ "ساينس ترانسيشينال ميديسن" يُمكنُ "تسليحُ" تلكَ الفيروساتِ بالجيناتِ والبروتيناتِ التي تحفِّزُ المناعةَ ضدَّ السرطان؛ ما يجعلُها طريقةً واعدةً وجديدةً تمامًا لعلاجِ السرطاناتِ المنتشرة.
وقامَ الباحثونَ بتعديلِ الفيروس باستخدامِ تقنياتِ التعديلِ الجينيِّ في ثلاثةِ أماكنَ لتقليلِ تفاعُلِ الفيروسِ معَ عواملِ الدم؛ ووجدَ الباحثونَ أنَّ ذلكَ التعديلَ لمْ يُقللْ منْ قدرةِ الفيروسِ على إصابةِ الخلايا السرطانيةِ وقتلِها.
وقامَ الباحثونَ بحَقنِ فئرانِ تجاربَ مصابةٍ بسرطانٍ انتشاريٍّ بجرعاتٍ منْ ذلكَ الفيروس؛ ولاحظوا وجودَ استجابةٍ كبيرةٍ، إذْ قلَّ حجمُ الورم؛ كما طالتْ مدةُ البقاءِ على قيدِ الحياةِ في خمسةٍ وثلاثينَ بالمئةِ منَ الفئران.
ويدرسُ الباحثونَ الآنَ طرقًا لزيادةِ نسبةِ استجابةِ حيواناتِ التجاربِ للفيروساتِ التي تُمثلُ "القاذفاتِ الذكيةَ الشبحية" القادرةَ على الاختفاءِ منَ الجهازِ المناعيِّ وقتلِ السرطاناتِ في الآنِ ذاتِه.
تعلُّمٌ عميقٌ منْ أجلِ التنبؤِ بسرطانِ الثدي
طورَ الباحثونَ في مستشفى ماساتشوستس العام (MGH) نموذجًا للتعلُّمِ العميقِ يحددُ المؤشراتِ الحيويةَ الظاهرةَ على تصويرِ الثديِ بالأشعةِ السينيةِ للتنبؤِ بخطرِ إصابةِ السيداتِ بسرطانِ الثديِ بدقةٍ أكبرَ منْ أدواتِ تقييمِ المخاطرِ التقليدية. تمَّ تقديمُ نتائجِ الدراسةِ في الاجتماعِ السنويِّ لجمعيةِ الطبِّ الإشعاعيِّ لأمريكا الشمالية (RSNA).
ويقولُ الباحثونَ إنَّ نماذجَ تقييمِ المخاطرِ التقليديةِ لا تستفيدُ منْ مستوى التفاصيلِ الموجودةِ في تصويرِ الثديِ بالأشعةِ السينية، فحتى في أفضلِ نماذجِ المخاطرِ التقليديةِ الحاليةِ قدْ توضحُ احتماليةَ الإصابةِ المستقبليةِ في مجموعاتٍ فرعيةٍ منَ المرضى ولكنها ليستْ دقيقةً على المستوى الفردي.
تتضمنُ نماذجُ تقييمِ المخاطرِ المتاحةِ حاليًّا جزءًا صغيرًا فقط منْ بياناتِ المريض، مثل تاريخِ العائلة، وخزعاتِ الثديِ السابقة، والتاريخِ الهرمونيِّ والإنجابي. تمَّ دمجُ ميزةٍ واحدةٍ فقط منَ التصويرِ الشعاعيِّ للثديِ نفسِه، وهيَ كثافةُ الثدي ، في النماذجِ التقليدية.
لكنْ؛ لماذا يجبُ أنْ نحصُرَ أنفسَنا في كثافةِ الثديِ فقط عندما تكونُ هناكَ بياناتٌ رقميةٌ غنيةٌ في صورةِ الثديِ الشعاعيةِ لكلِّ امرأة؟، يُعتبرُ التصويرُ الشعاعيُّ للثديِ لكلِّ امرأةٍ فريدًا بالنسبةِ لها تمامًا مثلَ بصمةِ إبهامِها. فهوَ يحتوي على مؤشراتٍ بيولوجيةٍ تُنبئُ بدرجةٍ عاليةٍ بمخاطرِ السرطانِ في المستقبلِ، ولكنْ حتى تتوافرَ لدينا أدواتُ التعلُّمِ العميقِ لمْ يتمكنِ الباحثونَ منِ استخراجِ هذهِ المعلوماتِ لتحسينِ رعايةِ المرضى.
طورَ فريقٌ منَ الباحثينَ خوارزميةَ التعلُّمِ العميقِ الجديدةَ للتنبؤِ بمخاطرِ الإصابةِ بسرطانِ الثديِ باستخدامِ بياناتٍ منْ خمسةِ مواقعَ لفحصِ سرطانِ الثدي. تمَّ تطويرُ النموذجِ على مجموعةٍ سكانيةٍ تضمَّنتْ سيداتٍ لديهنَّ تاريخٌ شخصيٌّ للإصابةِ بسرطانِ الثديِ أوِ الزرعِ أو الخزعاتِ السابقة.
اشتملتِ الدراسةُ على أكثرَ منْ مئةٍ وخمسةٍ وأربعينَ ألفَ فحصٍ ثنائيِّ الأبعادِ رقميٍّ متتالٍ للثديِ تمَّ إجراؤه لنحو ثمانينَ مريضًا بين عامَي ألفينِ وتسعة وألفينِ وستةَ عشَر.
باستخدامِ التحليلِ الإحصائيِّ قارنَ الباحثونَ دقةَ نموذجِ التعلُّمِ العميقِ للصورِ فقط معَ نموذجِ تقييمِ المخاطرِ المتاحِ تجاريًّا المعروفِ باسمِ (Tyrer-Cuzick الإصدار الثامن) في التنبؤِ بسرطانِ الثديِ في المستقبلِ في غضونِ خمسِ سنواتٍ منْ تصويرِ الثديِ بالأشعةِ السينية. حققَ نموذجُ التعلُّمِ العميقِ معدلًا تنبئيًّا قدرُه واحدٌ وسبعونَ منْ مئةٍ متفوقًا بشكلٍ كبيرٍ على نموذجِ المخاطرِ التقليديِّ، الذي حققَ معدلَ واحدٍ وستينَ من مئة.
ويقولُ الباحثونَ إنَّ نموذجَ التعلُّمِ العميقِ قادرٌ على ترجمةِ التنوُّعِ الكاملِ للمؤشراتِ الحيويةِ الدقيقةِ للتصويرِ في صورةِ الثدي الشعاعيةِ، ما يُمكِّنُهُ منَ التنبؤِ بخطرِ إصابةِ المرأةِ بسرطانِ الثديِ في المستقبل.
ويمكنُ أنْ يوفرَ نموذجُ مخاطرِ التعلمِ العميقِ القائمُ على الصورةِ فقطْ وصولاً متزايدًا إلى تقييمِ مخاطرَ أكثرَ دقةً وأقلَّ تكلفةً، ما يساعدُ على مكافحةِ سرطانِ الثديِ بصورةٍ أفضل.
الولادةُ المبكرةُ تَزيدُ نسبةَ دخولِ الأطفالِ إلى المستشفيات
وجدتْ دراسةٌ أنَّ الولادةَ المبكرةَ (قبلَ سبعةٍ وثلاثينَ أسبوعًا من اكتمالِ الحمل) مرتبطةٌ بخطرٍ أكبرَ لدخولِ المستشفى طِوالَ فترةِ الطفولةِ مقارنةً بالولادةِ الكاملة (أربعونَ أسبوعًا من الحمل).
على الرَّغمِ منِ انخفاضِ خطرِ دخولِ الأطفالِ إلى المستشفى معَ استمرارِ نموِّهِم، خاصةً بعدَ سنِّ الثانية، إلا أنَّ الخطرَ الزائدَ ظلَّ حتى سنِّ العاشرة، حتى بالنسبةِ للأطفالِ المولودينَ في الأسبوعِ الثامنِ والثلاثينَ والأسبوعِ التاسعِ والثلاثينَ منَ الحمل، والذينَ يمثلونَ نسبةً لا بأسَ بها منَ المواليدِ حولَ العالم.
والولادةُ المبكرةُ مساهمٌ رئيسيٌّ في اعتلالِ صحةِ الأطفال. تشيرُ الدلائلُ الموجودةُ إلى أنَّ خطرَ الإصابةِ بالمرضِ المرتبطِ بالولادةِ المبكرةِ يتراجعُ معَ نموِّ الأطفال، ولكنْ لا يزالُ منْ غيرِ الواضحِ في أيِّ عمرٍ يبدأُ هذا التراجُعُ وكيفَ تختلفُ هذهِ التغييراتُ وَفقَ كلِّ أسبوعٍ ناقصٍ منْ عمرِ الحملِ عندَ الولادة.
لاستكشافِ هذا الأمرِ بشكلٍ أكبر، شرعَ فريقٌ منَ الباحثينَ في المملكةِ المتحدةِ في دراسةِ العلاقةِ بينَ عمرِ الحملِ عندَ الولادةِ ودخولِ المستشفى إلى سنِّ عَشْرِ سنواتٍ وكيفَ تتغيرُ معدلاتُ القبولِ طِوالَ فترةِ الطفولة.
وقامَ الباحثونَ بدراسةِ أكثرَ منْ مليونِ طفلٍ وُلدُوا في الفترةِ ما بينَ واحدٍ وثلاثينَ منْ مارس عامَ ألفينِ وخمسة وحتى واحدٍ وثلاثينَ من ديسمبر عامَ ألفينِ وستة في مستشفياتِ المملكةِ المتحدة.
وخلالَ تلكَ الفترة؛ قامَ الباحثونَ بتحليلِ عددِ حالاتِ دخولِ المستشفى لكلِّ طفل. وقارنُوا مراتِ الدخولِ بتحليلِ العمرِ عندَ الولادة.
حدثَ أكثرُ منْ (واحد فاصلة ثلاثة) مليون حالةِ دخولٍ إلى المستشفى خلالَ فترةِ الدراسة، ثلاثةٌ وستونَ بالمئةِ منها كانتْ حالاتِ دخولٍ طارئة. تمَّ إدخالُ ما يزيدُ قليلاً عنْ نصفِ الأطفالِ (خَمسُمئةٍ وخمسةٌ وعشرونَ ألفًا وتسعةٌ وثلاثونَ) إلى المستشفى مرةً واحدةً على الأقلِّ خلالَ فترةِ الدراسة.
بعدَ الأخذِ في الاعتبارِ عواملَ الخطرِ الأخرى التي يُحتملُ أنْ تكونَ مؤثرة، مثلَ عمرِ الأمِّ والحالةِ الاجتماعيةِ ومستوى الحرمانِ الاجتماعيِّ وجنسِ الطفلِ والعِرقِ وشهرِ الميلاد، وجدَ الباحثونَ أنَّ دخولَ المستشفى في أثناءِ الطفولةِ يرتبطُ ارتباطًا وثيقًا بعمرِ الحملِ عندَ الولادة.
كانَ معدلُ دخولِ المستشفى في أثناءِ الطفولةِ عندَ الأطفالِ المولودينَ بعدَ اكتمالِ الحملِ أربعينَ أسبوعًا هوَ ثمانيةٌ وعشرونَ لكلِّ مئةِ طفل - وكانَ هذا الرقمُ أعلى بنحوِ ستةِ أضعافٍ في الأطفالِ المولودينَ قبلَ الأوانِ (أقلَّ من ثمانيةٍ وعشرينَ أسبوعًا).
وبحلولِ الوقتِ الذي كانَ فيهِ الأطفالُ تتراوحُ أعمارُهُم بينَ سبعِ سنواتٍ وعَشرِ سنوات ، كانَ معدلُ دخولِ المستشفى للأطفالِ المولودينَ في أربعينَ أسبوعًا هوَ سبعةٌ لكلِّ مئةِ شخص- وكانَ هذا الرقمُ أعلى بثلاثِ مراتٍ تقريبًا في أولئكَ الذينَ وُلدوا في أقلَّ منْ ثمانيةٍ وعشرينَ أسبوعًا.
ولكنْ حتى الأطفالُ الذينَ وُلدُوا قبلَ أسابيعَ قليلةٍ كانَ لديهِم معدلاتُ دخولٍ أعلى إلى المستشفى . ارتبطتِ الولادةُ عندَ سبعةٍ وثلاثينَ وثمانيةٍ وثلاثينَ وتسعةٍ وثلاثينَ أسبوعًا منَ الحملِ باختلافٍ في معدلِ القَبولِ البالغِ تسعَ عشرَةَ وتسعًا وثلاثًا من مراتِ الدخولِ لكلِّ مئةِ طفلٍ خلالَ فترةِ الرَّضاعة، على التوالي، مقارنةً بمَنْ وُلدُوا عندَ أربعينَ أسبوعًا.
انخفضَ خطرُ دخولِ المستشفى المرتبطُ بعمرِ الحملِ بمرورِ الوقت، خاصةً بعدَ سنِّ الثانية. ومعَ ذلكَ، ظلَّ الخطرُ الزائدُ حتى سنِّ العاشرة، حتى بالنسبةِ للأطفالِ المولودينَ في الأسبوعِ الثامنِ والثلاثينَ والأسبوعِ التاسعِ والثلاثينَ من الحمل.
على الرَّغمِ منْ أنَّ الخطرَ الزائدَ عندَ الولادةِ في الأسبوعِ الثامنِ والثلاثينَ والأسبوع التاسعِ والثلاثينَ كانَ صغيرًا نسبيًّا، إلا أنَّ العددَ الكبيرَ منَ الأطفالِ المولودينَ على مستوى العالمِ في هذا العمرِ الحمليِّ يشيرُ إلى أنَّهُ منَ المحتملِ أنْ يكونَ لهم تأثيرٌ كبيرٌ على خدماتِ المستشفى كما يقولُ الباحثون.
كانتِ العدوى السببَ الرئيسيَّ لمعدلاتِ دخولِ المستشفياتِ الزائدةِ في جميع الأعمار، ولكنْ بشكلٍ خاصٍّ في أثناءِ الطفولة. كما شكَّلتْ أمراضُ الجهازِ التنفسيِّ والجهازِ الهضميِّ نسبةً كبيرةً منْ حالاتِ الإدخالِ خلالَ العامينِ الأوَّلينِ منَ الحياة.
والدراسةُ قائمةٌ على الملاحظةِ المباشرة، لذا لا يُمكنُ تحديدُ السبب، ويشيرُ الباحثونَ إلى بعضِ القيود، مثلَ عدمِ القدرةِ على مراعاةِ العديدِ منَ العواملِ التي يُمكنُ أنْ تؤثِّرَ على صحةِ الطفلِ مثلَ تدخينِ الأمِّ والرضاعةِ الطبيعية.
ومعَ ذلكَ يقولُ الباحثونَ إنَّ هذهِ الدراسةَ الكبيرةَ استخدمتْ بياناتٍ تمَّ جمعُها بشكلٍ روتينيٍّ على مدى عَشْرِ سنوات، وظلتِ النتائجُ مستقرةً نسبيًّا بعدَ مزيدٍ منَ التحليلاتِ، مما يشيرُ إلى أنَّ النتائجَ قدْ تصمدُ أمامَ التدقيق.
ويقولُ الباحثونَ إنَّ النتائجَ التي توصَّلوا إليها تشيرُ إلى أنَّ عمرَ الحملِ عندَ الولادةِ "هوَ مؤشرٌ قويٌّ على أمراضِ الطفولة، إذْ يكونُ أولئكَ الذينَ وُلدوا قبلَ الأوانِ أكثرَ تعرُّضًا لخطرِ دخولِ المستشفى طِوالَ فترةِ الطفولة".