اختبر قلبَك.. بصعود السلالم
تحديد مجموعة من الجينات مسؤولة عن مرض نادر
تقنية واعدةٌ لعلاج القلب بالخلايا الجذعية
اختبر قلبَك.. بصعود السلالم
تحديد مجموعة من الجينات مسؤولة عن مرض نادر
تقنية واعدةٌ لعلاج القلب بالخلايا الجذعية
اختبرْ قلبَكَ.. بصعودِ السلالم
يُشيرُ صعودُ أربعِ مجموعاتٍ منَ السلالمِ المتصلةِ (حوالَي دورَينِ) في أقلَّ منْ دقيقةٍ إلى صحةِ القلبِ الجيدة. وَفقَ دراسةٍ حديثةٍ نُشرتْ نتائجُها في مؤتمرِ الجمعيةِ الأوروبيةِ لأمراضِ القلب.
ويُشيرُ مؤلفُو الدراسةِ إلى أنَّ ذلكَ الاختبارَ "طريقةٌ سهلةٌ للتحقُّقِ منْ صحةِ قلبِك" فإذا ما استغرقَ الأمرُ أكثرَ منْ دقيقةٍ ونصفٍ لتسلُّقِ المجموعاتِ الأربعِ فهذا يعني أنَّ "صحتَكَ دونَ المستوى"، ويجبُ عليكَ استشارةُ الطبيب.
أُجريتْ هذهِ الدراسةُ لفحصِ العلاقةِ بينَ النشاطِ اليوميِّ - أيْ صعودِ السلالمِ - والنتائجِ التي تمَّ الحصولُ عليها منِ اختبارِ التمرينِ في المختبر.
وقالَ الباحثونَ إنَّ الفكرةَ كانتْ في إيجادِ طريقةٍ بسيطةٍ وغيرِ مكلِّفةٍ لتقييمِ صحةِ القلب.
اشتملتِ الدراسةُ على مئةٍ وخمسةٍ وستينَ مريضًا تظهرُ عليهِمْ أعراضُ الإصابةِ بأمراضِ الشرايينِ التاجيةِ أوْ يُشتبَهُ في إصابتِهِم بأمراضِ القلبِ الأخرى وآخرينَ لا يُعانون منْ أيِّ أمراض.
تضمنتِ الأعراضُ ألمًا في الصدرِ أوْ ضيقًا في التنفسِ في أثناءِ المجهودِ. سارَ المشاركونَ أوْ ركضُوا على جهازِ المشيِ، وزادُوا شدَّتَهُ تدريجيًّا، وتمَّ قياسُ نبضاتِ القلبِ وسؤالُهم عنْ إحساسِهم.
ثمَّ طُلبَ منهمْ صعودُ أربعِ مجموعاتٍ منَ السلالمِ (ستينَ درجةً) دونَ توقُّفٍ وبوتيرةٍ سريعة.
ووجدَ الباحثونَ أنَّ المرضَى الذينَ يصعدونَ تلكَ المجموعاتِ في أقلَّ منْ دقيقةٍ لا يعانونَ منَ الأمراضِ القلبية؛ في حينِ يُعاني هؤلاءِ الذينَ صعدوا السلالمَ في أكثرَ منْ دقيقةٍ ونصفٍ منْ أمراضِ القلب.
في أثناءِ اختبارِ جهازِ المشي، قامَ الباحثونَ أيضًا بتوليدِ صورٍ للقلبِ لتقييمِ وظيفتِهِ في أثناءِ التمرين. إذا كانَ القلبُ يعملُ بشكلٍ طبيعيٍّ في أثناءِ التمرين، فهذا يُشيرُ إلى انخفاضِ احتماليةِ الإصابةِ بمرضِ الشريانِ التاجيِّ. ثمَّ قارنُوا هذهِ النتائجَ بنتائجِ صعودِ الدرَجِ. حوالَي ثمانيةٍ وخمسينَ بالمئةِ منَ المرضَى الذينَ أكملُوا صعودَ السُّلَّمِ في أكثرَ منْ دقيقةٍ ونصفٍ يعانونَ منْ خللٍ في وظائفِ القلبِ في أثناءِ فحصِ جهازِ المشي. في المقابلِ، كانَ اثنانِ وثلاثونَ بالمئةِ فقطْ ممنْ صعدُوا الدرجَ في أقلَّ منْ دقيقةٍ يُعانونَ منْ خللٍ في وظائفِ القلبِ في أثناءِ فحصِ جهازِ المشي.
تحديدُ مجموعةٍ منَ الجيناتِ مسؤولةٍ عنْ مرضٍ نادر
حددتْ مجموعةٌ منَ الباحثينَ الدوليينَ بقيادةِ علماءَ منْ كليةِ الطبِّ بجامعةِ بيتسبرغ ارتباطاتٍ جينيةً جديدةً يمكنُ أنْ تتنبأَ بقابليةِ الفردِ للإصابةِ بمرضٍ التهابيٍّ نادرٍ يُسمَّى التهابَ الشرايينِ تاكاياسو.
جمعتِ الدراسةُ عيناتٍ منْ ألفٍ ومئتينِ وستةٍ وعشرينَ مصابًا بالتهابِ الشرايينِ تاكاياسو منْ خمسةِ مستشفياتٍ مختلفةٍ حولَ العالم؛ مما يجعلُها أكبرَ مجموعةٍ منَ العينات.
والتهابُ الشرايينِ تاكايتسو، هوَ نوعٌ نادرٌ منِ التهاباتٍ الأوعيةِ الدموية، وهيَ مجموعةٌ منَ الأمراضِ التي تُسبِّبُ التهابَ الأوعيةِ الدموية. يؤدِّي إلى تلفِ الشريانِ الأورطي -وهوَ الشريانُ الكبيرُ الذي ينقلُ الدمَ منَ القلبِ إلى باقي أجزاءِ الجسمِ- وفروعِهِ الرئيسية. وقدْ يؤدِّي المرضُ إلى تضييقِ أوْ سدِّ الشرايين، أوْ إضعافِ جدرانِ الشرايينِ التي قدْ تنتفخُ وتُمزَّقُ (تمدُّدُ الأوعيةِ الدموية). ويمكنُ أنْ يؤديَ أيضًا إلى ألمٍ في الذراعِ أوِ الصدرِ، وارتفاعِ ضغطِ الدمِ، وأخيرًا فشلِ عضلةِ القلبِ أوِ السكتةِ الدماغيةِ حسبَما يذكرُ الموقعُ الرسميُّ لمايوكلينيك.
ولا يعرفُ الباحثونَ أسبابَ الإصابةِ بالمرضِ؛ كما لا يعرفونَ أيضًا سُبُلَ علاجِهِ ولا يملكونَ طريقةً للتنبؤِ بهِ.
ويعاني بعضُ المرضى منْ مرضٍ نَشِطٍ للغايةِ دونَ أعراضٍ واضحةٍ أوْ زيادةٍ في علاماتِ الالتهاب.
منْ خلالِ إجراءِ دراسةٍ ارتباطيةٍ على مستوى الجينومِ في الأشخاصِ الأصحاءِ ومرضى التهابِ الشرايينِ تاكاياسو، حدَّدَ الباحثونَ الاختلافاتِ في عدةِ مناطقِ منَ الجينومِ، مما يشيرُ إلى دورِ بعضِ الخلايا المناعيةِ في هذا المرض. كما حدَّدُوا جزيئاتٍ ومساراتٍ جديدةٍ يمكنُ استهدافُها للعلاج.
واصلَ الفريقُ مقارنةَ الجيناتِ الوراثيةِ لالتهابِ الشرايينِ تاكاياسو معَ الاستعدادِ الوراثيِّ لمئاتِ الصفاتِ الأخرى، وتقييمِ الجيناتِ المشتركةِ بينَ التهابِ الشرايينِ تاكاياسو والأمراضِ المناعيةِ الأخرى.
ووجدَ الباحثونَ أنَّهُ منَ الناحيةِ الجينيةِ، فإنَّ التهابَ الشرايينِ تاكاياسو هوَ الأقربُ إلى مرضِ كرون. يُشيرُ هذا إلى أنَّهُ يُمكنُنا محاولةُ تطويرِ علاجاتٍ بناءً على ما نعرفُ أنَّهُ فعالٌ لمرضِ التهابِ الأمعاء، وهيَ حالةٌ أكثرُ شيوعًا.
حتى ظهورِ تلكَ الدراسةِ، كانتِ المعرفةُ حولَ الاستعدادِ الوراثيِّ لالتهابِ الشرايينِ تاكاياسو محدودةً للغاية، بسببِ صعوبةِ جمعِ عددٍ كبيرٍ بما يكفي منَ العيناتِ لتمثيلِ البنيةِ الجينيةِ للسكانِ المتنوعين.
في المستقبلِ، يأمُلُ العلماءُ استخدامَ تلكَ الدراسةِ للعثورِ على المحدِّداتِ الجينيةِ لكيفيةِ ظهورِ المرضِ – أيْ أنَّ الأفرادَ أكثرُ عرضةً للإصابةِ بمرضٍ حادٍّ، وأيُّ الشرايينِ قدْ تتأثرُ وأيُّ المرضى أكثرُ عُرضةً لتحمُّلِ المرض.
تقنيةٌ واعدةٌ لعلاجِ القلبِ بالخلايا الجذعية
حددَ فريقٌ منَ العلماءِ كيفَ يُمكنُ للعلاجِ بالخلايا الجذعيةِ استعادةُ وظيفةِ القلبِ في نموذجِ خنزيرٍ مصابٍ باعتلالِ عضلةِ القلبِ التوسُّعِي، وهوَ مرضٌ يُصيبُ بُطيناتِ القلب.
وأظهرتِ الدراسةُ المنشورةُ في دوريةِ "ساينس ترانسيشنال ميديسن" طريقةً واعدةً تستخدمُ الخلايا الجذعيةِ لتحسينِ "الاكسوسومات" -وهيَ مجموعةٌ منَ الحويصلاتِ التي تستخدمُها الخلايا للتواصلِ بعضِها معَ بعض.
وشملتِ التجربةُ -التي امتدتْ عامًا واحدًا- علاجَ خمسةِ أطفالٍ يُعانونَ منَ اعتلالِ عضلةِ القلبِ التوسُّعي.
ويُعَدُّ ذلكَ المرضُ أحدَ أمراضِ القلبِ المستعصيةِ على العلاج؛ ويُواجهُ المرضى حاليًّا معدلًا ضعيفًا للبقاءِ على قيدِ الحياةِ لمدةِ خمسِ سنوات.
ولمْ توضحِ الدراسةُ كيفَ يمكنُ للخلايا الجذعيةِ علاجُ المرض؛ إلا أنَّ التجربةَ الأوليةَ التي شملتْ أربعينَ خنزيرًا أظهرتْ تحسُّنًا في وظائفِ القلبِ بعدَ حَقنِ مجموعةٍ منَ الخلايا الجذعيةِ الشافيةِ للأنسجةِ في قلوبِها مباشرة.
وأجرى العلماءُ تجربةً سريريةً على خمسةِ أطفال؛ وأظهرتْ تلكَ التجربةُ إلى الآنَ نتائجَ واعدة.