عزل "أجسام مضادة" للحماية من وباء مستقبلي محتمل
اكتشاف خلايا دماغية مسؤولة عن التوتر
قيلولة كبار السن "الطويلة" قد تنذر بألزهايمر
عزل "أجسام مضادة" للحماية من وباء مستقبلي محتمل
اكتشاف خلايا دماغية مسؤولة عن التوتر
قيلولة كبار السن "الطويلة" قد تنذر بألزهايمر
عزلُ "أجسامٍ مضادة" للحمايةِ منْ وباءٍ مستقبليٍّ محتمَل
كشفتْ دراسةٌ جديدةٌ أنَّ العلماءَ عزلُوا أجسامًا مضادةً علاجيةً منْ خمسةٍ وأربعينَ مريضًا سويديًّا يمكنُها حمايةُ القوارضِ منَ العدوى بعدةِ أنواعٍ منْ فيروساتِ هانتا.
فيروساتُ هانتا هيَ عائلةٌ كبيرةٌ منَ الفيروساتِ التي تُصيبُ القوارضَ في المقامِ الأولِ ولكنْ يمكنُ أنْ تسببَ أيضًا عدوى خطيرةً للإنسان. على سبيلِ المثالِ ، يمكنُ أنْ تؤديَ العدوى بفيروسِ بومالا إلى حمى نزفيةٍ وتلفٍ حادٍّ في الكُلى، وتسببُ فيروساتُ هانتا الأخرى مثلَ فيروسِ الأنديز متلازماتٍ قلبيةً رئويةً مميتةً ومعدلَ وفياتٍ يصلُ إلى أربعينَ بالمئة.
يُمكنُ للأجسامِ المضادةِ أنْ تساعدَ في تطويرِ اللقاحِ وتعالجَ النقصَ الحادَّ في العلاجاتِ لعدوى فيروس هانتا، الذي يمثلُ تهديدًا ناشئًا رئيسيًّا لسلطاتِ الصحةِ العالمية.
هناكَ أكثرُ منْ خمسينَ ألفَ حالةِ إصابةٍ بفيروسِ هانتا يتمُّ تشخيصُها في جميعِ أنحاءِ العالمِ كلَّ عام، وقدْ أكدتْ حالاتُ التفشي الأخيرةُ في كاليفورنيا والسويد التهديدَ الذي تمثلُه هذهِ الفيروساتُ على الصحةِ العامة.
وهناكَ نقصٌ في الأدويةِ واللقاحاتِ المعتمدةِ لعدوى فيروس هانتا، ما يؤكدُ الحاجةَ إلى علاجاتٍ جديدةٍ وإستراتيجياتٍ للتطعيم.
واكتشفَ الباحثونَ في الدراسةِ المنشورةِ في دوريةِ "ساينس ترانسيشنال ميديسن" مئةً وخمسةً وثلاثينَ منَ الأجسامِ المضادةِ أحاديةِ النسيلةِ الواقيةِ ضدَّ فيروس هانتا، قامُوا بعزلِها منْ خمسةٍ وأربعينَ مريضًا سويديًّا تعرضُوا لفيروسِ بومالا.
وتتعرفُ هذهِ الأجسامُ المضادةُ على بروتينِ سبايك لفيروسِ بومالا.
ووجدَ الباحثونَ أنَّ تلكَ الأجسامَ يُمكنُها أيضًا التعرُّفُ على مناطقَ مختلفةٍ منْ بروتينِ سبايك في أنواعٍ أخرى منْ فيروسِ هانتا.
أحدُ هذهِ الأجسامِ المضادة، المسمى ADI-42898 يحمي الخلايا منْ سبعةِ أنواعٍ منْ فيروساتِ هانتا، كما يحمي فئرانَ التجاربِ منَ العدوى بفيروسِ بومالا وفيروسِ الأنديز.
اكتشافُ خلايا دماغيةٍ مسؤولةٍ عنِ التوتر
اكتشفَ باحثونَ منْ جامعةِ أوساكا اليابانيةِ مجموعةً صغيرةً منْ خلايا الدماغِ تتحكمُ في سلوكياتِ القلقِ الناجمةِ عنِ التوتر.
وعندما تمَّ تنشيطُ هذهِ الخلايا باستخدامِ تقنيةِ الوراثةِ الكيميائية، أظهرتِ الفئرانُ سلوكياتٍ مرتبطةً بالقلق، في حينِ أنَّ تعطيلَ الخلايا جعلَ الفئرانَ أكثرَ مرونةً ضدَّ التوترِ المزمن؛ وَفقَ ما جاءَ في دراسةٍ نُشرتْ نتائجُها في دوريةِ "ساينس أدفانسز"، منَ المعروفِ أنَّ التعرضَ للتوترِ على المدى الطويلِ يمكنُ أنْ يؤديَ إلى مشكلاتٍ نفسيةٍ خطيرة. ومعَ ذلكَ، فإنَّ الآلياتَ الدقيقةَ التي تقومُ عليها الاستجابةُ للضغطِ ظلتْ بعيدةَ المنالِ إلى حدٍّ كبير. أدتِ التطوراتُ الحديثةُ في التصويرِ المجهريِّ بواسطةِ باحثينَ منَ اليابانِ إلى اكتشافٍ مثيرٍ لمجموعةٍ صغيرةٍ منْ خلايا الدماغِ تتحكمُ في الاستجاباتِ الناجمةِ عنِ التوتر. ويقولُ البحثُ إنَّ هذهِ الخلايا قدْ تُمثلُ مفتاحًا لفهمِ أصلِ الاضطراباتِ النفسيةِ المرتبطةِ بالتوتر.
سمحتْ تقنيةُ تصويرٍ جديدةٌ للباحثينَ بفحصِ التغييراتِ في النشاطِ الخلويِّ بدقةِ خليةٍ واحدة. منَ المفهومِ على نطاقٍ واسعٍ أنَّ معالجةَ التوترِ تعتمدُ على التواصُلِ بينَ المناطقِ القشريةِ وتحتَ القشريةِ في الدماغ؛ ومعَ ذلكَ، فإنَّ الآليةَ الدقيقةَ الكامنةَ وراءَ هذا التواصلِ ظلتْ غيرَ مؤكَّدة، وهوَ ما سعى الباحثونَ للكشفِ عنهُ باستخدامِ هذهِ التقنية.
استخدمَ الباحثونَ نماذجَ حيوانيةً تعرضتْ للإجهاد. باستخدامِ تلكَ التقنيةِ جمَعَ الفريقُ صورًا للدماغِ بالكاملِ لفئرانِ التحكمِ والفئرانِ المعرضةِ لهذهِ الظروفِ المُجهِدة.
ومنْ خلالِ التلاعبِ بنشاطِ مجموعةٍ منَ الخلايا؛ وجدَ الباحثونَ أنَّها مسؤولةٌ بشكلٍ كبيرٍ عنِ التوتر. يفتحُ هذا الاكتشافُ المثيرُ فرصًا جديدةً لاكتسابِ فهمٍ أفضلَ لسببِ الاضطراباتِ المرتبطةِ بالتوتر.
قيلولةُ كبارِ السنِّ "الطويلة" قدْ تُنذرُ بألزهايمر
أظهرتْ دراسةٌ حديثةٌ أنَّ نومَ القيلولةِ قدْ يُنذرُ بالإصابةِ بمرضِ ألزهايمر؛ وأنواعٍ أخرى منْ خرَفِ الشيخوخة.
وعلى الرغمِ منْ أنَّ القيلولةَ هيَ جزءٌ طبيعيٌّ منَ الشيخوخة؛ وتُعوضُ قلةَ النومِ في أثناءِ الليل؛ إلا أنَّ البحثَ الجديدَ يُشيرُ إلى أنَّ الخرَفَ قدْ يؤثرُ على الخلايا العصبيةِ المُعزِّزةِ للاستيقاظِ في المناطقِ الرئيسيةِ منَ الدماغ؛ مما يُصعِّبُ على كبارِ السنِّ الاستيقاظَ نهارًا.
ويقولُ الباحثونَ في تلكَ الدراسةِ إنَّ هناكَ علاقةً بينَ القيلولةِ المفرطةِ والخرَف، حتى معَ ضبطِ كميةِ النومِ ليلًا ونوعيتِه؛ وهوَ أمرٌ يشيرُ إلى أنَّ القيلولةَ مستقلةٌ عنِ النومِ الليلي.
في الدراسةِ، تتبَّعَ الباحثونَ بياناتٍ منْ ألفٍ وأربعِمئةٍ وواحدٍ منْ كبارِ السنِّ لمدةٍ تصلُ إلى أربعةَ عشَرَ عامًا. كانَ المشاركونَ، بمتوسطِ أعمارٍ واحدٍ وثمانينَ عامًا وثلاثةُ أرباعِهم تقريبًا منَ الإناث، يرتدونَ جهازًا يشبهُ الساعةَ يتتبَّعُ نمطَ النشاطِ والنومِ خلالَ اليوم.
ارتدى المتطوعونَ الجهازَ كلَّ عامٍ بشكلٍ مستمرٍّ لمدةٍ تصلُ إلى أربعةَ عشَرَ يومًا، ومرةً واحدةً في العامِ خضَعَ كلُّ مشاركٍ لمجموعةٍ منَ الاختباراتِ النفسيةِ العصبيةِ لتقييمِ الإدراك.
في بدايةِ الدراسة، لمْ يكنْ خمسةٌ وسبعونَ فاصلة سبعة بالمئة منَ المشاركينَ يُعانونَ منْ ضعفٍ إدراكي، بينما كانَ تسعةَ عَشَرَ ونصف بالمئةِ يُعانونَ منْ ضعفٍ إدراكيٍّ خفيفٍ، وأربعة فاصلة واحد بالمئة يعانونَ منْ مرضِ ألزهايمر.
بالنسبةِ للمشاركينَ الذينَ لمْ يُصبهُمْ ضعفٌ إدراكي، زادتِ القيلولةُ اليوميةُ خلالَ النهارِ بمعدلِ إحدى عشرَةَ دقيقةً في السنة. تضاعفَ معدلُ الزيادةِ بعدَ تشخيصِ الضعفِ الإدراكيِّ المعتدلِ إلى ما مجموعُه أربعٌ وعشرونَ دقيقةً وتضاعَفَ ثلاثَ مراتٍ تقريبًا ليصبحَ إجماليُّهُ ثمانٍ وستينَ دقيقةً بعدَ تشخيصِ مرضِ ألزهايمر.
عندما نظرَ الباحثونَ إلى أربعةٍ وعشرينَ بالمئةِ منَ المشاركينَ الذينَ كانَ لديهِم إدراكٌ طبيعيٌّ في بدايةِ الدراسةِ ولكنَّهُم أصيبوا بمرضِ ألزهايمر بعدَ ستِّ سنوات، وقارنُوهم بأولئكَ الذينَ ظلَّ إدراكُهم مستقرًّا، وجدُوا اختلافاتٍ في عاداتِ القيلولة. إذْ كانَ المشاركونَ الذينَ حصلُوا على القيلولةِ لأكثرَ منْ ساعةٍ في اليومِ معرَّضينَ لخطرِ الإصابةِ بمرضِ ألزهايمر بنسبةِ أربعينَ بالمئةِ أعلى منْ أولئكَ الذينَ حصلوا على قيلولةٍ لأقلَّ منْ ساعةٍ في اليوم. والمشاركونَ الذينَ حصلُوا على قيلولةٍ مرةً واحدةً على الأقلَّ في اليومِ كانوا أكثرَ تعرضًا بنسبةِ أربعينَ بالمئةِ للإصابةِ بمرضِ ألزهايمر منْ أولئكَ الذينَ كان مجموع القيلولةِ لديهِم أقلَّ منْ مرةٍ واحدةٍ في اليومِ على مدارِ العام.
يؤكدُ البحثُ نتائجَ دراسةٍ أُجريتْ عامَ ألفينِ وتسعةَ عشَر للمؤلفِ نفسِه، وجدتْ تلكَ الدراسةُ أنَّ الرجالَ الأكبرَ سنًّا الذينَ حصلُوا على قيلولةٍ لمدةِ ساعتَينِ في اليومِ لديهم احتمالاتٌ للإصابةِ بضعفٍ إدراكيٍّ أعلى منْ أولئكِ الذينَ حصلوا عليها لأقلَّ منْ ثلاثينَ دقيقةً في اليوم.
تُظهرُ الدراسةُ للمرةِ الأولى أنَّ القيلولةَ ومرضَ ألزهايمر يبدُو أنَّ بعضَهما يقودُ تغيراتِ بعضٍ بطريقةٍ ثنائيةِ الاتجاه.
وليسَ هناكَ أدلةٌ كافيةٌ لاستخلاصِ استنتاجاتٍ حولَ العلاقةِ السببية، فلا يمكنُ القولُ إنَّ القيلولةَ نفسَها هيَ التي تسببتْ في شيخوخةِ الإدراك، لكنَّ القيلولةِ المفرطةَ في أثناءِ النهارِ قدْ تكونُ علامةً على الشيخوخةِ المتسارعةِ أوْ عمليةِ الشيخوخةِ المعرفية.