اكتشاف دور جديد لخلايا القلبِ الدبقية
اكتئاب أحد الوالدين يرتبط بضعف التحصيل العلمي للأبناء
لماذا تفشل بعض عمليات التلقيحِ الصناعي؟
اكتشاف دور جديد لخلايا القلبِ الدبقية
اكتئاب أحد الوالدين يرتبط بضعف التحصيل العلمي للأبناء
لماذا تفشل بعض عمليات التلقيحِ الصناعي؟
اكتشافُ دورٍ جديدٍ لخلايا القلبِ الدبقية
قالتْ دراسةٌ علميةٌ نُشرتْ نتائجُها في دوريةِ "بلوس بيولوجي" إنَّ نوعًا منَ الخلايا الدبقيةِ الموجودةِ في القلبِ تُساعدُ على تنظيمِ ضرباتِه وإيقاعِه. وهوَ اكتشافٌ منْ شأنِه أنْ يُلقيَ الضوءَ على الوظائفِ غيرِ المفهومةِ جيدًا لتلكَ الخلايا.
والخلايا الدبقيةُ هيَ مجموعةُ متنوعةٌ منْ أنواعِ الخلايا ، تشملُ الخلايا التي تحيطُ بالخلايا العصبيةِ وتغذيها، وغيرَها منَ الخلايا التي تصنعُ استجاباتٍ مناعيةً داخلَ الجهازِ العصبيِّ المركزي.
في الجهازِ العصبيِّ المحيطي، توجدُ الخلايا الدبقيةُ ومنَ المفترضِ أنها نشطةٌ أيضًا في أعضاءَ متعددة، ويشمل ذلكَ الأمعاءَ والبنكرياسَ والطحالَ والرئتين، إلا أنَّ وظيفتَها ليستْ واضحةً في معظمِ الحالات.
وتقولُ الدراسةُ الجديدةُ إنَّ تلكَ الخلايا تتطورُ في المرحلةِ الجنينية؛ وتساعدُ في وقتٍ لاحقٍ على انتظامِ ضرباتِ القلبِ وإيقاعِه.
ومنَ المعروفِ أنَّ عدمَ انتظامِ ضرباتِ القلبِ أو إيقاعِه يُسببانِ خللًا قدْ يؤدِّي إلى الوفاة. وهذا يعني أنَّ لذلكَ الاكتشافِ انعكاسًا على علاجِ الحالاتِ المرضيةِ المُصابةِ بذلكَ المرض.
درسَ الباحثونَ تلكَ الخلايا في أسماكِ الزرد، ووجدُوا مجموعةً وفيرةً منها في بطيناتِ القلبِ التي تنتجُ بروتينَ حمضِ الليفيِّ الدبقيِّ الذي يُعدُّ العلامةَ الكلاسيكيةَ على وجودِ الخلايا الدبقية.
تركزتْ هذه الخلايا في ما يُسمى بمجرى التدفقِ في التطورِ المبكر، وهيَ بنيةٌ تتشكلُ في القلبِ في أثناءِ مرحلةِ التطورِ الجنينيِّ وتساهمُ في المسارِ الذي يربطُ البطينينِ بالشرايينِ الخارجةِ منَ القلب.
أدى قتلُ هذهِ الخلايا إلى زيادةِ معدلِ نموِّ الأعصابِ في القلبِ الجنينيِّ، مما يشيرُ إلى أنها تؤدي دورًا مثبطًا في تعصيبِ القلب.
وعندما أزالَ الباحثونَ الخلايا، زادَ معدلُ ضرباتِ القلب؛ عندما يتمُّ تقليلُ الخلايا عنْ طريقِ حرمانِها منَ الجينِ الرئيسيِّ الذي يحركُ نموَّها الدبقي، فإنَّ القلبَ الناتجَ ينبضُ بشكلٍ غيرِ منتظم.
وتوسِّعُ النتائجُ بشكلٍ كبيرٍ فهمَ دورِ الخلايا الدبقيةِ في القلب، كما تشيرُ إلى أنَّ الخلايا الدبقيةَ قدْ تؤدي أيضًا أدوارًا حاسمةً في تطورِ الأعضاءِ الأخرى ووظيفتِها.
اكتئابُ أحدِ الوالدَينِ يرتبطُ بضعفِ التحصيلِ العلميِّ للأبناء
أظهرتْ دراسةٌ جديدةٌ نُشرتْ في دوريةِ "بلوس وان" أنَّ الأطفالَ الذينَ يعيشونَ معَ أحدِ الوالدَينِ المصابينَ بالاكتئابِ همْ أكثرُ عرضةً للإصابةِ بالاكتئابِ وعدمِ تحقيقِ الإنجازاتِ التعليمية.
يُعتبرُ اكتئابُ الأمهاتِ أحدَ عواملِ الخطرِ المعروفةِ للاكتئابِ عندَ الأطفال، ويرتبطُ بمجموعةٍ منَ النتائجِ السلبيةِ على صحةِ الطفلِ ويُضعفُ تحصيلَه الأكاديمي.
وحتى الآنَ لمْ يجرِ فحصُ عواملِ الخطرِ المرتبطةِ بالاكتئابِ الأبويِّ بشكلٍ جيد. رغمَ أنَّ فهمَ تأثيراتِ كلٍّ منَ الاكتئابِ الأموميِّ والأبويِّ على النسلِ سيكونُ لهُ آثارٌ جيدةٌ في عمليةِ الوقايةِ والتدخلِ المبكر.
في الدراسة؛ استخدمَ الباحثونَ معلوماتٍ عنِ الأطفالِ المولودينَ في ويلز في الفترةِ منْ عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وثمانينَ إلى عامِ ألفينِ وثمانيةَ عشَرَ، بالإضافةِ إلى أمهاتِهم وآبائِهم.
بشكلٍ عامّ، تمَّ تشخيصُ إصابةِ أربعةٍ وثلاثينَ ونصف بالمئةِ منَ الأمهاتِ وثمانيةَ عشَرَ بالمئةِ منَ الآباءِ بالاكتئاب. وانعكسَ ذلكَ على أبنائِهم.
إذ تمَّ تشخيصُ إصابةِ أربعة فاصلة أربعة وثلاثينَ بالمئةِ منْ جميعِ الأطفال. كانتِ النسبةُ بينَ الأولادِ اثنينِ فاصلة خمسة وثمانينَ بالمئة، في حينِ كانتْ نسبةُ الفتياتِ المُصاباتِ بالاكتئابِ خمسة فاصلة تسعة وثمانين.
وكانَ الأطفالُ أكثرَ تعرضًا للإصابةِ بالاكتئابِ إذا كانتْ والدتُهم مصابةً بالاكتئابِ قبلَ ولادتِهم. كما زادَ خطرُ الإصابةِ بالاكتئابِ عندما يعاني الأبُ منَ الاكتئابِ قبلَ ولادتِهم.
ورصدتِ الدراسةُ أنَّ احتمالاتِ تحقيقِ إنجازاتٍ علميةٍ في نهايةِ المدرسةِ الابتدائيةِ تقلُّ بشكلٍ كبيرٍ إذا كانَ أيٌّ منَ الوالدَينِ مصابًا بالاكتئاب.
واستنتجَ المؤلفونَ أنَّ تأثيرَ الاكتئابِ الأبويِّ يتطلبُ مزيدًا منَ الاهتمام، واقترحُوا أنَّ الأساليبَ الشاملةَ لرفاهيةِ الأسرةِ بأكملِها ستساعدُ في ضمانِ نتائجَ إيجابيةٍ للأطفال.
وخلصَ الباحثونَ إلى أنَّ الأطفالَ الذينَ يعيشونَ معَ أحدِ الوالدَينِ (أم أو أب) وهو مصابٌ بالاكتئابِ يكونونَ أكثرَ تعرضًا للإصابةِ بالاكتئابِ ولا يحققونَ نتائجَ جيدةً في المدرسة.
لماذا تفشلُ بعضُ عملياتِ التلقيح الصناعي؟
أكدتْ دراسةٌ جديدةٌ نُشرتْ نتائجُها في دوريةِ علمِ الوراثةِ البشريةِ أنَّ أحدَ العواملِ التي تحدُّ منْ نجاحِ إجراءاتِ التلقيحِ الصناعيِّ (IVF) هوَ عددُ الأجنةِ القابلةِ للحياةِ المتاحةِ للزرعِ في الرحم.
وقالتِ الدراسةُ إنَّ العديدَ منَ الأجنةِ التي يتمُّ التخلصُ منها أوْ خفضُ تصنيفِها بسببِ تشوهاتِ الكروموسومات لديها القدرةُ على أنْ تؤديَ إلى حالاتِ حملٍ ناجحة.
ويمكنُ أنْ يكونَ لهذهِ النتائجِ آثارٌ مهمةٌ على الأشخاصِ الذينَ يخضعونَ لعملياتِ التلقيحِ الصناعيِّ بمختلِفِ أنواعِها.
ركزَ الباحثونَ في تلكَ الدراسةِ على انتشارِ وتوزيعِ الخلايا ذاتِ الاختلالاتِ الصبغيةِ داخلَ الكيساتِ الأريميةِ التي تمَّ إنشاؤُها في المختبرِ والتي تُعدُّ أولَ خطوةٍ في عمليةِ الإخصابِ الاصطناعي.
ينجمُ عنْ عمليةِ التلقيحِ الصناعيِّ إما جنينٌ طبيعي؛ أو جنينٌ غيرُ طبيعي؛ أو جنينٌ يُطلِقُ عليهِ الأطباءُ اسمَ جنينِ الفسيفساء.
يقومُ الأطباءُ بنقلِ الأجنةِ الطبيعية؛ ويتخلصونَ في العادةِ منَ الأجنةِ غيرِ الطبيعيةِ وأجنةِ الفسيفساء.
في تلكَ الدراسة؛ نظرَ الباحثونَ في حالةِ الجنينِ الفسيفساء، وهوَ جنينٌ يحتوي على كلٍّ منَ الخلايا الصبغيةِ أوِ الخلايا التي تحتوي على العددِ الصحيحِ منَ الكروموسومات، وخلايا الصيغةِ الصبغيةِ والتي تُعرفُ بكونِها الخلايا التي تحتوي على عددٍ غيرِ صحيحٍ منَ الكروموسومات.
حاليًّا، يتمُّ استخدامُ أقلَّ منْ ثلاثةٍ بالمئةِ منْ هذهِ الأجنةِ الفسيفسائيةِ في عملياتِ التلقيح، ولا تسمحُ العديدُ منَ العياداتِ في الولاياتِ المتحدةِ بنقلِها إلى الرحمِ منَ الأساس؛ وهوَ أمرٌ يؤدي إلى فشلِ عمليةِ التلقيحِ الصناعي.
ولكنْ في العديدِ منَ الأكياسِ الأريميةِ معَ هذا النوعِ منَ الفسيفساء، توجدُ الخلايا غيرُ الطبيعية (أو خلايا الصيغةِ الصبغية) في منطقةٍ صغيرةٍ قدْ لا تؤثرُ على تطورِ الجنين.
في الدراسةِ الحالية، أجرى الباحثونَ تجربةً مزدوجةَ التعمية، إذْ تمَّ اختبارُ أجنةِ المرضى الذين خضعُوا لعملياتِ التلقيحِ الصناعيِّ في خمسةِ مستشفياتٍ في إيطاليا باختبارٍ جينيٍّ سابقٍ للزرعِ بحثَ بشكلٍ خاصٍّ عنِ اختلالِ الصيغةِ الصبغيةِ لجنينِ الفسيفساء.
بالإضافةِ إلى الأجنةِ أحاديةِ الصيغةِ الصبغية (وهيَ تلكَ التي لا تحتوي على اختلالِ الصيغةِ الصبغية) تمَّ الإبلاغُ عنْ أجنةٍ ذاتِ فسيفساءٍ منخفضةِ الدرجة (من عشرينَ بالمئةِ إلى ثلاثينَ بالمئةِ من خلايا اختلالِ الصيغةِ الصبغية)، والفسيفساءِ متوسطةِ الدرجة (من ثلاثينَ بالمئةِ إلى خمسينَ بالمئةِ من خلايا اختلالِ الصيغةِ الصبغية). تمَّ تعريفُ النتيجةِ الأوليةِ للتجربةِ على أنَّها معدلُ المواليدِ الأحياء، وكانتِ النتيجةُ الثانويةُ هيَ معدلُ الإجهاض.
كانَ معروفًا بالفعلِ أنَّ أجنةَ الفسيفساءِ المفترضةَ يمكنُ أنْ تتطورَ لتنتهيَ وتنجبَ أطفالًا أصحاء، ولكنَّ العديدَ منَ الدراساتِ السابقةِ التي بحثتْ في هذهِ المشكلةِ تأثرتْ بالتحيزِ في الاختيارِ تجاهَ مجموعةٍ منَ المرضى الذينَ يعانونَ منْ سوءِ التشخيصِ لأنهم فشلُوا سابقًا في عملياتِ الزرعِ معَ أجنةٍ أحاديةِ الصيغةِ الصبغية.
يقولُ الباحثونَ إنَّ الدراسةَ الحاليةَ تجنبتْ هذا التحيزَ منْ خلالِ كونِها تجربةً غيرَ انتقائية، إذْ قامَ الباحثونَ بزراعةِ أيّ أجنةٍ تتوافقُ معَ المعاييرِ المحددة.
ووجدَ الباحثونَ أنَّ أجنةَ الفسيفساءِ منخفضةَ الدرجةِ ومتوسطةَ الدرجةِ تصلحُ للنقلِ والزراعة؛ ويُمكنُ أنْ تتسببَ في نجاحِ عمليةِ التلقيحِ الصناعي، ولا يجوزُ استبعادُها أوِ التخلصُ منْها إذ يُمكنُ أنْ تؤديَ إلى حملٍ صحيٍّ وكاملٍ بنفسِ نسبِ الأجنةِ العادية.