Skip to main content
للعِلم
  • الإشتراك بالنشرة الدورية
خيارات البحث المتقدم
  • فيروس كورونا
  • صحة
  • الصحة العقلية والنفسية
  • بيئة
  • تقنيات
  • فيزياء وفضاء
  • قضايا التعليم
  • فيديو
  • بودكاست
      دقيقة للعِلم
      الطب
      دقيقة للعِلم
      إشترك:
      • Apple iTunes
      • RSS

      نوبل عامَ 1984: علماءُ قادُوا "ثورةَ المناعة"

      • بقلم محمد منصور، داليا عبد السلام بتاريخ 29 ديسمبر 2021
      حمِّل
      حمِّل MP3
      • شارك على Facebook
      • شارك على Twitter
      • شارك على Reddit
      • شارك على LinkedIn
      • شارك على Email
      • إطبع
      نوبل عامَ 1984: علماءُ قادُوا "ثورةَ المناعة"

      Full Transcript

      تُعتبرُ المناعةُ أحدَ المجتمعاتِ الخلويةِ المجهولةِ إلى حدٍّ ما، فذلكَ الجهازُ مُدرَّبٌ جيدًا وموهوبٌ للغايةِ ويعملُ -في الغالبِ- للحفاظِ على صحتِنا. تتمتعُ الدفاعاتُ المناعيةُ بالقدرةِ المتأصلةِ على التعرُّفِ بسرعةٍ على الأجسامِ الغريبةِ وتذكُّرِها حتى بعدَ عقودٍ طويلةٍ منَ التواصلِ معَها داخلَ الجسم. فمنْ خلالِ الاستخدامِ الذكيِّ للمادةِ الجينيةِ والأعدادِ الكبيرةِ منَ الخلايا، يحصلُ الجهازُ المناعيُّ داخلَ جسمِ الإنسانِ على وظيفةٍ حصريةٍ هيَ القدرةُ على إنتاجِ جزيئاتٍ دفاعيةٍ وأجسامٍ مضادةٍ بملياراتٍ منَ الأشكالِ المختلفة. الثلاثةُ الحائزونَ لجائزةِ نوبل في علمِ وظائفِ الأعضاءِ أو الطبِّ عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأربعةٍ وثمانينَ -نيلز جيرن وجورج كولر وسيزار ميلشتاين- عملُوا على التعرفِ بشكلٍ أكبرَ على قدرةِ الجهازِ المناعيِّ على إنتاجِ أجسامٍ مضادةٍ محددة.

      يُعدُّ العالِمُ الكبيرُ "نيلز جيرن" المنظِّرَ الأعظمَ في علمِ المناعةِ الحديث. دخلَ المجالَ في وقتٍ متأخرٍ نسبيًّا منْ حياتِه حيثُ كانَ في الرابعةِ والأربعينَ منْ عمرِه. وقدْ نشرَ في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسةٍ وخمسينَ أُولَى نظرياتِه المهمةِ حولَ بناءِ جهازِ المناعة.

      اقترحَ جيرن أنَّ الدفاعَ المناعيَّ كانَ طولَ الوقتِ لديهِ القدرةُ على التعرُّفِ على عددٍ لا يُحصى منَ الجزيئاتِ الغريبة. كانتْ تلكَ القدرةُ تَظهرُ عندَ أولِ اتصالٍ بالجسمِ الغريب. فحينَها يزيدُ الجهازُ المناعيُّ منْ إنتاجِ الأجسامِ المضادةِ الموجودةِ بالفعلِ لتعزيزِ مقاومةِ الجسمِ الغريب.

      قفتْ نظريةُ "جيرن" ضدَّ النظرياتِ السائدةِ في ذلكَ الوقتِ، والتي كانتْ تؤكدُ أنَّ الجسمَ يُنتجُ الجُسيماتِ المضادةَ حينَ يتعرضُ للعدوى في أيّ وقت، ولكنْ تمَّ تأكيدُ نظريةِ "جيرن" الثوريةِ بسرعة. بفضلِ أبحاثِ هذا الرجل؛ نعلمُ الآنَ أنَّ قوانينَ داروين حولَ الانتقاءِ الطبيعيِّ تنطبقُ بالفعلِ على خلايا الجهازِ المناعي؛ فتلكَ الخلايا التي تصادفَ أنَّها تلقتْ خاصيةَ إنتاجِ نوعِ الجسمِ المضادِّ المطلوبِ ستُكافَأُ عندَ التطعيمِ بتعزيزِ قدرتِها على التكاثرِ والبقاءِ على قيدِ الحياة.

      اتخذَ جيرن سمةً أخرى معروفةً للدفاعِ المناعيِّ بوصفِها نقطةَ انطلاقٍ لنظريتِه المهمةِ التالية، في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وواحدٍ وسبعين.

      يُدافعُ جهازُ المناعةِ بقوةٍ عنِ السماتِ الخاصةِ والفريدةِ للأنسجةِ داخلَ فردٍ واحد. هذا السلوكُ يخلقُ مشكلاتٍ كبيرةً عندَ زرعِ الأنسجةِ أوِ الأعضاءِ منْ فردٍ إلى آخر. افترضَ "جيرن" أنَّ الجزيئاتِ الموجودةَ في الأنسجةِ والتي تُسمى مستضداتِ الزرع، يجبُ أنْ يكونَ لها وظائفُها الطبيعيةُ داخلَ جسمِ الفرد. واقترحَ أنَّ إحدى وظائفِ هذهِ الجزيئاتِ يُمكنُ أنْ تكونَ بمنزلةِ قوةٍ دافعةٍ محددةٍ لخلايا الجهازِ المناعي، وبالتالي إنشاءِ عددٍ كبيرٍ منَ الخلايا التي يتمُّ اختيارُ المناسبِ منها بشكلٍ خاصٍّ للدفاعِ عنْ أنسجةِ المضيف. في هذهِ النظرية، تنبَّأَ جيرن إلى حدٍّ كبيرٍ بكيفيةِ إنشاءِ خصوصيةِ المناعةِ الخلوية؛ وهوَ الأمرُ الذي أسهمَ في علمِ زراعةِ الأعضاءِ بعدَ ذلكَ؛ إذْ أنقذتْ تلكَ التنبؤاتُ حياةَ ملايينِ البشرِ حولَ العالم.

      في النظريةِ العظيمةِ الثالثة، في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأربعةٍ وسبعين، قالَ "جيرن" إنَّ جهازَ المناعةِ يُشبهُ إلى حدٍّ ما جهازَ كمبيوترٍ عملاق؛ حيثُ يتمُّ الاتصالُ والتنظيمُ المستمرُّ بينَ المكوناتِ المختلفة، وهيَ الخلايا.

      يتجاوزُ عددُ الخلايا في مثلِ هذا النظامِ الشبكيِّ للإنسانِ البالغِ ألفًا واثنَي عشَرَ 1012 (مليون مليون) خلية. ولدَى النظامِ ثراءٌ داخليٌّ هائلٌ فيما يتعلقُ بالتغيراتِ الهيكليةِ منْ خلالِ قدرتِه على إنتاجِ بلايينَ منَ الأشكالِ المختلفةِ للأجسامِ المضادة.

      اقترحَ "جيرن" أنَّ بعضَ الأجسامِ المضادةِ تحاكي حتى الجزيئاتِ الأجنبيةِ التي يتمُّ إنتاجُ الأجسامِ المضادةِ الأخرى ضدَّها بشكلٍ طبيعيٍّ في أثناءِ التحصين.

      منْ خلالِ نظرياتِه ذاتِ الرؤيةِ المستقبلية، مكَّنَ نيلز جيرن علمَ المناعةِ الحديثِ منْ تحقيقِ قفزاتٍ كبيرة. فالعديدُ منْ مفاهيمِ علمِ المناعةِ التي تُعتبرُ الآنَ بديهيةً نجدُ جذورَها في بعضِ أفكارِه الرائدة.

      منْ أجلِ فهمِ أهميةِ اكتشافاتِ جورج كولر وسيزار ميلشتاين تمامًا، يجبُ علينا أولاً أنْ نتراجعَ بعضَ الخطوات.

      تشكلُ الأمصالُ المأخوذةُ منَ الحيواناتِ أوِ البشرِ المحصَّنينَ أدواتٍ مهمةً جدًّا في المستشفياتِ ومختبراتِ البحث. إذْ يتمُّ استخدامُها لتشخيصِ الأمراضِ المعدية، ولتحديدِ تركيزِ هرمونٍ معينٍ في عينة.

      لكنَّ كلَّ واحدةً منْ هذهِ الأمصالِ المناعيةِ تحتوي على مزيجٍ فريدٍ منَ الأجسامِ المضادةِ التي ينتجُها عددٍ كبيرٍ منَ الخلايا المختلفة. وبالتالي، يجبُ اختبارُ كلِّ مصلٍ مناعيٍّ لتحديدِ السماتِ الخاصةِ لهُ فيما يتعلقُ بقدرتِه على التمييزِ بينَ أنواعِ الهرموناتِ والبكتيريا المختلفة.

      أدى اكتشافُ تقنيةِ إنتاجِ ما يُسمى بالأجسامِ المضادةِ وحيدةِ النسيلةِ وتطويرُها بواسطةِ جورج كولر وسيزار ميلشتاين إلى حلِّ جميعِ المشكلاتِ الرئيسيةِ المذكورةِ أعلاه.

      وتُعدُّ قصةُ اكتشافِ تلكَ التقنيةِ ملحمية.. تُعبرُ عنْ قدرةِ تسخيرِ الشرِّ في خدمةِ الخير.

      فكيفَ حدثَ هذا الاكتشاف؟

      كانَ "سيزار ميلشتاين" عالِمَ كيمياءٍ حيويةٍ مرموقًا، عملَ لفترةٍ طويلةٍ في كامبريدج في إنجلترا. كانَ منَ الاهتماماتِ الرئيسيةِ في بحثِه استكشافُ جوانبَ مختلفةٍ لإنتاجِ الأجسامِ المضادة. استخدمَ ميلشتاين الخلايا السرطانيةَ التي نشأتْ في خلايا منَ النوعِ الذي يُنتجُ عادةً الأجسامَ المضادة.

      تنتجُ هذهِ الأورامُ بروتيناتٍ تبدو مثلَ الأجسامِ المضادةِ منْ جميعِ النواحي، رغمَ صعوبةِ العثورِ على بِنًى غريبةٍ مناسبةٍ يُمكنُ أنْ ترتبطَ بها.

      أرادَ ميلشتاين منْ بينِ أمورٍ أخرى دراسةَ ما سيحدثُ إذا تمَّ السماحُ لنوعَي خلايا الورمِ بالاندماج. على سبيلِ المثالِ ماذا سيحدثُ لإنتاجِ البروتيناتِ الشبيهةِ بالأجسامِ المضادةِ إذا كانتِ الخلايا السرطانيةُ على سبيلِ المثالِ تأتي منْ أنواعٍ مختلفة؟

      أنشأَ ميلشتاين خطوطَ الخلايا السرطانيةِ التي تسمحُ فقطْ للخلايا الهجينةِ بينَ خليتَيِ الورمِ بالنمو. عملتِ الأنظمةُ وأنتجتِ الخلايا الهجينةُ كمياتٍ كبيرةً منَ البروتيناتِ الشبيهةِ بالأجسامِ المضادة، والتي يُمكنُ إظهارُ بعضِها على المستوى الجزيئيِّ على أنَّها جزيئاتٌ هجينةٌ أيضًا.

      في الوقتِ نفسِه، كافحَ الباحثُ الشابُّ في ذلكَ الوقتِ جورج كولر في بازل بسويسرا لدراسةِ الخلايا الطبيعيةِ المنتجةِ للأجسامِ المضادةِ في زراعةِ الأنسجة.

      كانَ بحثُه محبِطًا جزئيًّا؛ لأنَّه لمْ يكنْ بإمكانِه سوى الحصولِ على عددٍ قليلٍ جدًّا منَ الخلايا التي تبقى على قيدِ الحياةِ لفتراتٍ قصيرةٍ منَ الزمن.

      علمَ كولر بالدراساتِ المهمةِ لميلشتاين، وبدا منَ المنطقيِّ أنْ نرى ما إذا كانَ منَ الممكنِ دمجُ الخلايا الطبيعيةِ المكوِّنةِ للأجسامِ المضادةِ معَ الخلايا السرطانيةِ لإنتاجِ خطوطِ خلايا هجينةٍ طويلةِ العمر.

      فكرَ "كولر" جيدًا في احتمالٍ قادَهم إلى النجاح: فإذا كانَ منَ الممكنِ دمجُ الخلايا بطريقةِ ميليشتاين فيمكنُ أيضًا إنتاجُ الأجسامِ المضادةِ وحيدةِ النسيلة. وهوَ أمرٌ سيحولُ الميزةَ الشريرةَ للخلايا السرطانية، وهيَ القدرةُ على التكاثرِ إلى الأبد، إلى ميزةٍ مفيدةٍ للغاية.

      ذهبَ كولر إلى مختبرِ ميلشتاين، ونجحُوا في تطويرِ تقنيةٍ تتيحُ لهمُ اكتشافَ تلكَ الخلايا النادرةِ المنتجةِ للأجسامِ المضادةِ التي أرادُوها بالضبطِ منْ بحرٍ منَ الخلايا.

      تمَّ دمجُ هذهِ الخلايا معَ الخلايا السرطانيةِ لتكوينِ خلايا هجينةٍ ذاتِ حياةٍ أبديةٍ وقدرةٍ على إنتاجِ الجسمِ المضادِّ نفسِه بكمياتٍ عالية. أطلقَ كولر وميلشتاين على هذهِ الخلايا الهجينةِ اسمَ الورمِ الهجين، وهي خلايا تمتْ هندستُها لإنتاجِ نوعٍ معينٍ منَ الأضدادِ بكمياتٍ كبيرة، وبما أنَّ جميعَ الخلايا في ورمٍ هجينٍ معينٍ تأتي منْ خليةٍ هجينةٍ واحدة، فإنَّ الأجسامَ المضادةَ المصنوعةَ أُطلقَ عليها أحاديةُ النسيلة.

      أحدثَ تطويرُ كولر وميلشتاين لتقنيةِ الورمِ الهجينِ لإنتاجِ الأجسامِ المضادةِ وحيدةِ النسيلةِ ثورةً في استخدامِ الأجسامِ المضادةِ في الرعايةِ الصحيةِ والبحث. يُمكنُ الآنَ تصنيعُ الأجسامِ المضادةِ النادرةِ بكمياتٍ كبيرة. ويُمكنُ تخزينُ خلايا الورمِ الهجينِ في بنوكِ الأنسجةِ ويُمكنُ استخدامُ الجسمِ المضادِّ أحاديِّ النسيلةِ نفسِهِ في جميعِ أنحاءِ العالمِ معَ ضمانِ الإمدادِ الدائمِ لعلاجِ العديدِ منَ الحالاتِ الطبيةِ وعلى رأسِها السرطان. بشكلٍ عام، منَ الصحيحِ وصفُ تقنيةِ الورمِ الهجينِ التي اكتشفَها جورج كولر وسيزار ميلشتاين كأحدِ التطوراتِ المنهجيةِ الرئيسيةِ في الطبِّ خلالَ هذا القرن.

      وُلدَ "نيلز جيرن" في الثالثِ والعشرينَ منْ ديسمبر عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأحدَ عشَرَ بلندن. كانَ الرابعَ منْ بينِ خمسةِ أطفالٍ منْ أبوينِ دانمركيَّيْن، قضى معظمَ شبابِه في روتردام. كانَ والدُه مخترعًا وصانعًا يكسبُ المالَ منْ صناعةِ اللافتاتِ الدعائيةِ ولحمِ الخنزيرِ المقدد. طورَ خلالَ شبابِه اهتمامًا قويًّا بالشطرنجِ والرياضياتِ والأدبِ واللغات. تزوجَ ثلاثَ مراتٍ، وأنجبَ ولدَينِ منَ الزوجةِ الأولى.

      منْ عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وعشرينَ إلى عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وواحدٍ وثلاثين، عمِلَ جيرن في شركةٍ لتصديرِ الموزِ لكنَّهُ تركَها لأنَّ مجالَ التجارةِ لمْ يستهوِه. وفي عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وواحدٍ وثلاثين، التحقَ بجامعةِ ليدن لكنَّه غادرَها بعدَ ثلاثِ سنواتٍ إلى جامعةِ كوبنهاجن لبدءِ دراسةِ الطب.

      حصلَ على درجتِه العلميةِ في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وأربعينَ، بعدَ انقطاعٍ دامَ ثلاثَ سنواتٍ منَ العملِ معَ والدِه حيثُ قامَ بتجربةِ الأساليبِ البكتريولوجيةِ لعلاجِ لحمِ الخنزيرِ المقدد. بينَ عامَي ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وأربعينَ وألفٍ وتِسعِمئةٍ وواحدٍ وخمسينَ حصلَ على درجةِ الدكتوراةِ في التحقيقِ في المقاييسِ الكميةِ لقوةِ ارتباطِ الأجسامِ المضادة.

      في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثلاثةٍ وأربعينَ عمِلَ في معهدِ الأمصالِ الدنماركيِّ ثمَّ انتقلَ للعملِ بدوامٍ كاملٍ في منظمةِ الصحةِ العالمية. بعدَ ذلكَ تولَّى مناصبَ جامعيةً لمدةِ ستِّ سنوات، أولاً في بيتسبرج ثمَّ في فرانكفورت. في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وستينَ قبِلَ دعوةَ شركةِ الأدويةِ Hoffmann-La Roche لتأسيسِ وإدارةِ معهدِ بازل للمناعة، وهوَ المنصبُ الذي شغلَهُ حتى تقاعُدِهِ عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانين. تُوفِّيَ جيرن في السابعِ منْ أكتوبر عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأربعةٍ وتسعينَ بعدَ أنْ ساعدَ في وضعِ مبادئَ توجيهيةٍ لتوحيدِ اللقاحاتِ والأمصال، بما في ذلكَ اللقاحاتُ ضدَّ الجدريِّ وشللِ الأطفالِ والحمى الصفراءِ والكوليرا.

      كما كانَ في طليعةِ فريقٍ هادفٍ إلى تعزيزِ التعاونِ الدوليِّ والتدريبِ في علمِ المناعة. على المستوى النظريِّ، أنشأَ إطارًا مهمًّا لفهمِ تكوينِ الجسمِ المضادِّ وتنوعِهِ بعدَ أنْ طرحَ فكرةَ أنَّ الثديياتِ لديها ذخيرةٌ صغيرةٌ منَ الأجسامِ المضادةِ في دمائِها في البداية، وأنَّ المزيدَ منْ نسخِ الأجسامِ المضادةِ يتمُّ إنتاجُه استجابةً لجسمٍ مضادٍّ يواجهُ مادةً غريبةً تُعرفُ باسمِ المستضد. جنبًا إلى جنبٍ معَ ألبرت نوردن، طورَ جيرن أيضًا اختبارَ فحصِ البلاك، وهوَ أحدُ أنواعِ الفحوصِ التي تُستخدمُ حتى اليومِ لتحديدِ تركيزاتِ الفيروساتِ في الدم. أعطى هذا الفحصُ العلماءَ القدرةَ على تصوُّرِ عددِ الخلايا المنتجةِ للأجسامِ المضادةِ وتحديدِه بالعينِ المجردةِ لأولِ مرة.

      وُلدَ "سيزار ميلشتاين" عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وعشرين. كانَ والدُه مهاجرًا يهوديًّا استقرَّ في الأرجنتين. أما والدتُه فقدْ كانتْ مُعلمةً نشأتْ وسْطَ عائلةٍ مهاجرةٍ فقيرة. كطفلٍ أوسطٍ بينَ الأبناءِ الثلاثة؛ حثهُ والدُه على الالتحاقِ بالجامعةِ رغمَ أنَّهُ لمْ يكنْ طالبًا لامعًا.

      خلالَ طفولتِه المبكرة، فضَّلَ ميلشتاين اللعبَ معَ الأطفالِ الآخرينَ في الشوارعِ على قراءةِ الكتب. بتشجيعٍ منْ والدتِه، سرعانَ ما بدأَ يجدُ المتعةَ في الكتب، لا سيَّما قصصَ المغامراتِ مثلَ كتابِ الأدغالِ لروديارد كيبلينج.

      طوَّر ميلشتاين رغبةً في متابعةِ العلومِ في سنِّ الثامنة. وقدْ كانَ هذا الدافعُ وراءَ مناقشةٍ أجراها معَ أحدِ أبناءِ عمومتِه الذينَ أكملُوا للتوِّ شهادتَها في الكيمياءِ وكانَ يعملُ بعدَ ذلكَ كأخصائيِّ كيمياءَ حيويةٍ في معهدِ مالبران. كانَ ميلشتاين مفتونًا بشكلٍ خاصٍّ بوصفِ ابنةِ عمهِ لمحاولاتِها استخراجَ سمِّ الأفعى لعلاجِ ضحايا لدغاتِ الثعابين. تعمقَ اهتمامُ ميلشتاين بالعلومِ عندَما أعطتْه والدتُه في عيدِ ميلادِه التاسعِ ترجمةً إسبانيةً لكتابٍ علميٍّ يدورُ حولَ الميكروبات. هذا الكتابُ قادَ رغبتَه في الحصولِ على النوعِ نفسِه منْ حياةِ المغامرةِ التي عاشَها العالِمُ الكبيرُ لويس باستير.

      نشأَ ميلشتاين في أسرةٍ تثمِّنُ المعرفةَ والتعليم. حتى السنةِ الأخيرةِ منْ دراستِه، التحقَ بمدارسَ قريبةٍ منْ منزلِه في منطقةِ باهيا بلانكا في الأرجنتين. في سنتِه الأخيرة، انتقلَ إلى مدرسةٍ ثانويةٍ في بوينس آيرس للتحضيرِ لامتحانِ القبولِ في الجامعة.

      بدأَ العملَ بجديةٍ للحصولِ على درجةِ الدكتوراةِ مباشرةً بعدَ إجازةِ الزواج. عمِلَ هوَ وزوجتُه بدوامٍ جزئيٍّ في تدريسِ الكيمياءِ الحيويةِ السريريةِ في أثناءِ فترةِ دراسةِ الدكتوراة، وكسبا ما يكفي لإبقائِهما على قيدِ الحياةِ وفقَ ما يقول، عندَ الانتهاءِ منْ رسالةِ الدكتوراة؛ حصلَ على زمالةِ المجلسِ البريطانيِّ في قسمِ الكيمياءِ الحيويةِ بجامعةِ كامبريدج. وهناكَ عانى منَ الاضطهادِ السياسيِّ فقررَ الاستقالة.

      لطالما دعمَ والِدا ميلشتاين بحثَه، إذْ ساعدتْ والدتُه في كتابةِ أطروحةِ الدكتوراةِ الأولى لهُ، وقدمَ والدُه لهُ المساعدةَ الاقتصاديةَ حتَّى يتمكنَ منْ تكريسِ نفسِه لأبحاثِ الدكتوراةِ الخاصةِ به. لكنْ؛ وكشخصٍ مستقلٍّ بشدة، رفضَ ميلشتاين الدعمَ الماليَّ لوالدِه.

      في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسةٍ وأربعينَ بدأَ ميلشتاين دراسةَ الكيمياءِ في جامعةِ بوينس آيرس. توقفتْ دراستُه الجامعيةُ عندَما أُصيبَ، في أثناءِ نزهةٍ معَ أعضاءِ هيئةِ التدريس، بجروحٍ خطيرةٍ في البنكرياسِ عندَما اصطدمَ بجذوعِ الأشجارِ في أثناءِ الغوصِ في بِركةٍ ضحلةٍ واضطرَّ إلى التوقُّفِ بعضَ الوقتِ عنِ الدراسةِ حتى يتعافى. حصلَ أخيرًا على درجةِ البكالوريوس في الكيمياءِ عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ واثنينِ وخمسين.

      خلالَ سنواتِ دراستِه الجامعية، كانَ ميلشتاين نشطًا في الحملاتِ ضدَّ سياساتِ الحكومةِ البيرونيةِ الأرجنتينية، التي تهدفُ إلى خصخصةِ التعليمِ وفرضَها بشكلٍ عامٍّ على الجامعاتِ والحياةِ الطلابية، ترقَّى ليصبحَ رئيسًا لاتحادِ الطلاب. في ذلكَ الوقتِ كانتِ الحكومةُ تضيِّقُ الخناقَ على أيِّ نشاطٍ سياسي، وكانَ الجوُّ متوترًا بشكلٍ كبير.

      في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وواحدٍ وخمسينَ، قُبضَ على طالبِ الكيمياء، إرنستو ماريو برافو، وتعرضَ للتعذيبِ لمدةِ عشرينَ يومًا نتيجةَ احتجاجِه على الحكومة. أدى اعتقالُه إلى إضرابٍ طلابيٍّ كبير. واعتُقلَ أكثرُ منْ مئةٍ وخمسينَ مُضربًا، وطَردَ مديرو الجامعاتِ أبرزَ قادةِ الحركةِ الطلابية. في النهاية، تمَّ إطلاقُ سراحِ برافو. واعتبرتِ الحركةُ الطلابيةُ هذا إنجازًا كبيرًا.

      بعدَ ثلاثِ سنوات، اندلعتِ الاضطراباتُ الطلابيةُ مرةً أخرى عندَما فرضَ النظامُ البيروني سيطرةً أكبرَ على وسائِلِ الإعلامِ ونظامِ التعليمِ والنقاباتِ العماليةِ والسلطةِ التشريعيةِ والقضائية. في أكتوبر عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأربعةٍ وخمسين، انضمَّ الطلابُ إلى الإضرابِ العماليِّ ضدَّ الأزمةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ العميقةِ والبطالةِ المتزايدة.

      بعدَ فترةٍ وجيزةٍ منْ عودةِ ميلشتاين إلى جامعةِ بوينس آيرس بعدَ عدةِ أشهرٍ منَ النقاهة، التقى بسيليا بريليلتنسكي، وهيَ زميلةٌ جامعيةٌ في قسمِ الكيمياء. كانَ لقاؤُهُم الأولُ في مقعدِ المختبر، حيثُ وجدُوا أنفسَهم يعملونَ جنبًا إلى جنب. لمْ تشاركْ سيليا اهتماماتِ ميلشتاين العلميةَ فحسب، بلْ كانتْ بالمثلِ منَ المدافعينَ المتحمسينَ عنِ التعليمِ المجاني. تزوجا في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ واثنينِ وخمسين، بعدَ عامٍ منْ تخرجِهما.

      في وقتِ الزواجِ نفسِه، بدأَ ميلشتاين في البحثِ عنْ مشرفٍ مناسبٍ على الدكتوراة. في البدايةِ سعى للعملِ معَ البروفيسور لويس ليلوار، عالِمِ الإنزيماتِ الأرجنتينيِّ المتميز. فزارَ مكانَ عملِ ليلوار، وهوَ منزلٌ قديمٌ في بوينس آيرس. لدى وصولِه التقى بما بدا لهُ رجلاً متواضعاً يحملُ سلة. اتضحَ أنَّ هذا هوَ ليلوار ذاتُه. نظرًا لعدمِ وجودِ وظيفةٍ شاغرةٍ لأخذِ ميلشتاين، أحالَه ليلوار بدلاً منْ ذلكَ إلى عالِم الكيمياءِ الحيويةِ الأرجنتينيِّ البروفيسور العظيم أندريس ستوباني.

      يقولُ ميلشتاين إنَّ ستوباني كانَ واحدًا منَ القلائلِ، وربَّما كانَ الأستاذَ الوحيدَ المتفرغَ لكليةِ الطبِّ في جامعةِ بوينس آيرس، التي ربما كانتْ أهمَّ الجامعاتِ في أمريكا اللاتينية، وأستاذًا بدوامٍ كاملٍ ربما كانَ يتقاضى راتباً يقاربُ راتبَ بواب، ويحاولُ إجراءَ بحثٍ جادٍّ وصادقٍ في مختبرٍ منْ دونِ أموالٍ على الإطلاق".

      نصحَ ستوباني ميلشتاين بأخذِ بعضِ الوقتِ للراحةِ قبلَ أنْ يبدأَ الدكتوراةَ في ضوءِ المناخِ السياسيِّ المتوترِ الذي كانَ معاديًا لطلابٍ مثلَ ميلشتاين الذي أجرى حملةً نشطةً ضدَّ سياساتِ الحكومةِ البيرونيةِ في التعليم. شجعتْ نصيحتُه ميلشتاين على قضاءِ شهرِ عسلٍ طويلٍ لمدةِ عامٍ كاملٍ معَ زوجتِه لاستكشافِ أوروبا.

      بحلولِ عام ألفٍ وتِسعِمئةٍ وأربعةٍ وخمسين، بدأتِ البيئةُ السياسيةُ في التحسُّنِ، وبدأَ ميلشتاين في البحثِ في علمِ الإنزيماتِ للحصولِ على درجةِ الدكتوراةِ في الكيمياءِ الحيويةِ على الرغمِ منْ عدمِ وجودِ تمويل، لأنَّه لمْ يكنْ هناكَ أيُّ تمويلٍ للطلابِ في هذهِ الفترة. أُجبرَ على دعمِ دراستِه منْ خلالِ العملِ لمدةِ نصفِ يومٍ في مختبراتِ الكيمياءِ الحيويةِ السريرية. في السنواتِ اللاحقةِ قالَ ميلشتاين إنَّ هذهِ الوظيفةَ -التي كانَ يُمارسُها بدوامٍ جزئيٍّ- علمتْهُ قيمةَ تنظيمِ وقتِه.

      خلالَ أبحاثِ الدكتوراة، لمْ يكنْ لدى ميلشتاين سوى أبسطِ المُعدات. ودونَ تمويلٍ على الإطلاق.

      بحلولِ عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسةٍ وخمسين، كانَ الوضعُ السياسيُّ في الأرجنتين قدْ تحسَّنَ بشكلٍ أكبرَ، وبهذا أصبحتِ الظروفُ في قسمِ ستوباني أسهلَ قليلاً. هذا يعني، على سبيلِ المثال، أنَّ القسمَ كانَ قادرًا على شراءِ جهازِ طردٍ مركزيٍّ مبرد. أثبتَ جهازُ الطردِ المركزيِّ فائدتَه لميلشتاين في تحضيراتِه الإنزيمية. ومعَ ذلك، ظلتِ المشكلاتُ قائمة.

      كانَ أقربُ مقياسِ طيفٍ ضوئي، وهوَ أداةٌ يحتاجُ إليها ميلشتاين لقياسِ نشاطِ الإنزيم، يقعُ على بُعدِ ثلاثِ بناياتٍ منْ قسمِه، وكانَ على ميلشتاين إجراءُ رحلةٍ يوميةٍ بينَ الأقسامِ التي تحملُ الكواشفَ ومستحضراتِ الإنزيم. في وقتٍ مبكرٍ منْ دراستِه للدكتوراة، كادَ أنْ يفقدَ منصبَهُ في القسمِ عندَما نجحَ في عمليةِ تحضيرِ إنزيمِه في كسرِ ثلاثِ قواريرَ منْ أصلِ خمسِ قواريرَ باهظةِ الثمنِ للغايةِ سعةَ خمسةِ لتراتٍ في القسم.

      على الرغمِ منْ هذهِ العقبات، أكملَ ميلشتاين بحثَ الدكتوراةِ وحصلَ على جائزةٍ في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وسبعةٍ وخمسينَ منْ جمعيةِ الكيمائيينَ الأرجنتينيةِ لأفضلِ أطروحةٍ في الكيمياءِ في ذلكَ العام.

      في عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وثمانيةٍ وخمسين، وبتمويلٍ منْ منحةِ المجلسِ الثقافيِّ البريطاني، انضمَّ ميلشتاين إلى جامعةِ كامبريدج. تأثرَ القرارُ جزئيًّا بحقيقةِ أنَّ ستوباني عمِلَ معَ أحدِ العلماءِ الإنجليزِ قبلَ الحربِ العالميةِ الثانية.

      في البداية، واجهَ ميلشتاين صعوبةً في الفهم؛ لأنَّهُ كانَ يفتقرُ إلى الطلاقةِ في اللغةِ الإنجليزية. بعدَ عدةِ أعوام؛ قررَ ميلشتاين العودةَ إلى الأرجنتين لتولِّي منصبٍ كانَ قدْ عُرضَ عليهِ قبلَ مجيئِه إلى كامبريدج. ليبدأَ فصلٌ جديدٌ منْ حياتِه.

      ففي عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وواحدٍ وستينَ، غادرَ ميلشتاين كامبريدج إلى معهدِ مالبران، حيثُ ترأسَ قسمًا تمَّ إنشاؤُه حديثًا للبيولوجيا الجزيئيةِ في المعهدِ الوطنيِّ لعلمِ الأحياءِ الدقيقة. كانَ لزوجتِه سيليا أيضًا منصبٌ في القسم. وفي عامِ ألفٍ وتِسعِمئةٍ واثنينِ وستين، تعرضتْ حياةُ ميلشتاين، مثلَ حياةِ العديدِ منَ الأرجنتينيينَ الآخرين، لحالةٍ منَ الاضطرابِ نتيجةَ الانقلابِ العسكري. الأمرُ الأكثرُ إثارةً للقلقِ بالنسبةِ لميلشتاين كانَ طردَ إجناسيو بيروسكي، مديرِ معهدِه، وكذلكَ العديدِ منَ الزملاءِ في قسمِ ميلشتاين الذينَ دافعُوا عنْ بيروسكي.

      معَ الانقلاب، بدأَ الاضطهادُ يتصاعدُ ضدَّ المعارضينَ السياسيينَ واليهودِ في الأرجنتين. كانَ لهذا آثارٌ كبيرةٌ على ميلشتاين. فبسببِ اسمِه اليهودي، ربطتْهُ السلطاتُ على الفورِ بالناشطينَ الشيوعيين. عندما طُردَ أربعةٌ منْ موظفِيه منْ قسمِه، وجدَ نفسَهُ غيرَ قادرٍ على التركيزِ على أبحاثِهِ العلميةِ الخاصةِ وقررَ الاستقالةَ منْ منصبِه والعودةَ إلى كامبريدج. وقتَها؛ كانَ مجردَ واحدٍ منْ عشراتِ الآلافِ منَ المثقفينَ والعلماءِ الذينَ غادرُوا الأرجنتينَ خلالَ النظامِ العسكري. إلا أنَّه تمكَّنَ هناكَ منَ العملِ على تركيبِ الأجسامِ المضادةِ وابتكرَ تقنيةَ الورمِ الهجين؛ ما أدى إلى تطويرٍ جذريٍّ في علمِ المناعةِ وأحدثَ تطوراتٍ هائلةً في استخداماتِ الأجسامِ المضادةِ في الطبِّ والعلم.

      لمْ يُسجلِ "اليهوديُّ" ميلشتاين براءةَ اكتشافِه العلمي؛ إذْ قالَ إنَّهُ ملكُ البشريةِ جمعاء، وإنَّهُ يعملُ منْ أجلِ العلمِ وليسَ لجنيِ فوائدَ مالية. توفي ميلشتاين في عامِ ألفينَ واثنينِ في المملكةِ المتحدة؛ منْ جَرَّاءِ مضاعفاتٍ لمرضٍ بالقلبِ أصابَه لسنواتٍ عدة.

      وُلد "جورج كولر" في ميونيخ عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وستةٍ وأربعين. وحصلَ على درجةِ الدكتوراةِ في علمِ الأحياءِ منْ جامعةِ فرايبورج. وعملَ معَ "ميلشتاين" على إيجادِ طريقةٍ لاستنساخِ الخلايا الليمفاوية – أي جعلِها تنقسمُ إلى أجلٍ غيرِ مسمًّى في وسطِ مزرعة – متصورًا أنَّ جزيئاتِ الجسمِ المضادِّ التي يُفرزُها المجتمعُ الناتجُ ستكونُ جميعُها متطابقة. كانَ منَ المعروفِ أنَّ الخلايا الليمفاويةَ قصيرةُ العمر، ولا يمكنُ زراعتُها بشكلٍ مُرضٍ. قامَ كولر وميلشتاين بحلِّ هذهِ المشكلةِ عنْ طريقِ حثِّ الخلايا الليمفاويةِ على الاندماجِ معَ خلايا الورمِ النقويِّ (نوع منَ الأورامِ السرطانية)، والتي يمكنُ أنْ تتكاثرَ إلى أجلٍ غيرِ مسمًّى. أنتجتِ الخلايا الهجينةُ الناتجةُ نوعًا واحدًا منَ الأجسامِ المضادةِ وبهذا تمَّ ابتكارُ تقنيةِ الورمِ الهجين. توفِّيَ "كولر" عامَ ألفٍ وتِسعِمئةٍ وخمسةٍ وتسعين.

      عن الكتّاب

      author-avatar

        محرر علمي درس الهندسة الميكانيكية بجامعة حلوان المصرية. وحصل على دورات متخصصة في الصحافة العلمية من جامعة ييل، ودورات في مجال صحافة الطاقة في جامعة ستانفورد، يركز في عمله على القضايا العلمية المرتبطة بالتنمية المجتمعية وقضايا التغير المناخى.

        مقالات نُشرت مؤخرًا لـ محمد منصور

        • حفيد الإنفلونزا القاتلة
        • في نشرة العلوم.. عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي
        • كيف نُعلم أطفالنا وأنفسنا بشكل أفضل؟
        author-avatar

          رئيس تحرير "للعلم" الطبعة العربية لساينتفك أمريكان وصحفية حاصلة على جوائز ومتخصصة في شئون البيئة

          مقالات نُشرت مؤخرًا لـ داليا عبد السلام

          • في نشرة العلوم.. عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي
          • نوبل الكيمياء عام 1903.. ماذا يحدث حين يذوب الملح في الماء؟
          • في نشرة العلوم...أمل جديد لمرضى سرطان الدماغ
          إعلان

          المزيد من البودكاست

          في نشرة العلوم.. عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي

          دقيقة للعِلم - بواسطة داليا عبد السلام ، محمد منصور06:24

          Full Transcript
          Download
          حمِّل MP3

          نوبل الكيمياء عام 1903.. ماذا يحدث حين يذوب الملح في الماء؟

          دقيقة للعِلم - بواسطة محمد منصور ، داليا عبد السلام05:23

          Full Transcript
          Download
          حمِّل MP3

          في نشرة العلوم...أمل جديد لمرضى سرطان الدماغ

          دقيقة للعِلم - بواسطة داليا عبد السلام ، محمد منصور11:37

          Full Transcript
          Download
          حمِّل MP3

          نوبل الكيمياء عام 1902.. روابط من أجل الحياة

          دقيقة للعِلم - بواسطة محمد منصور ، داليا عبد السلام09:38

          Full Transcript
          Download
          حمِّل MP3

          في نشرةِ العلوم.. "تركيبةٌ علاجيةٌ بسيطة" قدْ تقي كبارَ السنِّ منَ السرطان

          دقيقة للعِلم - بواسطة داليا عبد السلام ، محمد منصور09:54

          Full Transcript
          Download
          حمِّل MP3

          نوبل عامَ 2000.. الطريق نحو فهم الذات

          دقيقة للعِلم - بواسطة محمد منصور ، داليا عبد السلام24:20

          Full Transcript
          Download
          حمِّل MP3
          عرض كل البودكاست

          تابعنا

          • instagram
          • soundcloud
          • youtube
          • twitter
          • facebook
          • rss
          • Return & Refund Policy
          • About
          • عن المجلة
          • FAQs
          • Contact Us
          • Site Map
          • Advertise
          • SA Custom Media
          • Terms of Use
          • Privacy Policy
          • California Consumer Privacy Statement
          • Use of cookies/Do not sell my data
          • International Editions
          بعض المحتوى والمواد تم استخدامها بتصريح من مجلة "ساينتفك أمريكان"، التابعة لمجموعة نيتشر للنشر.

          © 2022 ساينتيفيك أمريكان، أحد أقسام شركة سبرنجر نيتشر أمريكا، شركة مساهمة.

          جميع الحقوق محفوظة.

          Scroll To Top

          Support science journalism.

          Scientific American paper issue and on tablet

          Thanks for reading Scientific American. Knowledge awaits.

          Already a subscriber? Sign in.

          Thanks for reading Scientific American. Create your free account or Sign in to continue.

          Create Account

          See Subscription Options

          Continue reading with a Scientific American subscription.

          You may cancel at any time.

          Sign in.