مسح راداري جديد لمقبرة "توت عنخ آمون" يرجح وجود غرف خفية خلف غرفة الدفن.
منذ اكتشافها على يد عالِم الآثار الإنجليزي والخبير بعلوم المصريات، هوارد كارتر، عام 1922 وحتى وقتنا الحالي، دائمًا ما تثير مقبرة "توت عنخ آمون" التي جرى العثورعليها بوادي الملوك في محافظة الأقصر، الجدل في أوساط الأثريين، خاصةً مع أي توجُّه جديد للبحث عما وراء هذه المقبرة. والجدل هذه المرة يدور حول ما إذا كان هناك غرفة مخفية، أو ربما عدة غرف أخرى خلف أحد جدران غرفة الدفن بالمقبرة.
وتوصف مقبرة توت عنخ آمون -الملقب بالفرعون الذهبي- بأنها أفضل المقابر الفرعونية التي جرى اكتشافها على مر التاريخ، نظرًا لثراء محتوياتها والعثور عليها كاملة ودون أي سرقات. وكان الملك توت قد حكم مصر عقدًا واحدًا فقط من سنة 1332 إلى سنة 1322 قبل الميلاد، ومات وعمره تسعة عشر عامًا. ولحسم الجدل المثار حول المقبرة، قام فريق أثري بقيادة ممدوح الدماطي، أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة عين شمس، ووزير الآثار السابق، مؤخرًا بمسح راداري للمقبرة بالتعاون مع إحدى الشركات الإنجليزية. تشير النتائج المبدئية لهذا المسح إلى مؤشرات إيجابية ترجح وجود مزيد من الغرف الخفية خلف جدران مقبرة الفرعون الذهبي.
استخدم الباحثون الرادار المخترق للأرض (GPR) لمسح المنطقة حول قبر توت عنخ آمون، وكذلك من الداخل. وأوضحوا أنهم حددوا مكانًا (فضاءً) جديدًا غير معروف مسبقًا يشبه الممر على بُعد أمتار قليلة من غرفة الدفن. اكتشف الفريق الأثري وجود مسافة طويلة في الأساس الذي يقع على بُعد أمتار قليلة من غرفة دفن الملك توت عنخ آمون في اتجاه الشرق، وفي مستوى عمق الغرفة، ويمتد بموازاة ممر مدخل المقبرة. ويقدر ارتفاع هذا الفضاء بحوالي مترين، وطوله 10 أمتار على الأقل. ووفق "الدماطي"، لم يجرِ التأكد بعدُ مما إذا كان هذا الفضاء مرتبطًا فعليًّا بمقبرة توت عنخ آمون، المعروفة باسم KV62، أم أنها جزء من مقبرة أخرى قريبة.
وما يجعل علماء الآثار يهتمون كثيرًا بمقبرة توت عنخ آمون وما إذا كانت تحوي المزيد من الغرف الخفية هو التطلع إلى اكتشاف مقبرة ملكية جديدة على صلة بالفرعون الذهبي، ولا سيما مقبرة الملكة نفرتيتي، وفقًا لنظرية كان عالِم الآثارالبريطاني، نيكولاس ريفز قد أطلقها عام 2015 في هذا الشأن.
ويعتقد العلماء أن "نفرتيتي" حكمت مصر لمدة عامين قبل تولي الملك توت عنخ آمون الحكم في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، إلا أنه لم يجرِ العثور على مقبرتها حتى يومنا هذا. وإلى مزيدٍ من المعلومات في الفيديو التالي: